صدى المجتمع

علماء يضيفون طعما سادسا للتذوقات الخمسة!

لعقود من الزمن، تعرّف العلماء على خمسة تذوقات أساسية للإنسان هي الحلو والحامض والمالح والمر والأومامي (الطعم المالح الشبيه باللحم).

ووفقا لأحدث الأبحاث، قد نحتاج إلى إضافة طعم أساسي آخر إلى تلك القائمة. والطعم الجديد الذي لم تتم تسميته بعد هو استجابة لكلوريد الأمونيوم، وقد تم الكشف عن الطريقة الخاصة التي ينشط بها المستقبلات في اللسان من قبل فريق بجامعة جنوب كاليفورنيا (USC) وجامعة كولورادو؛ فعندما يتذوق لسانك، ينتج كلوريد الأمونيوم إحساسًا بالطعم يوصف بأنه مرير ومالح وقليل الحموضة. وفي حين تمت دراسة ردود أفعال الحيوانات تجاهه منذ فترة طويلة، إلا أن الطريقة الدقيقة التي تتفاعل بها براعم التذوق البشرية لم يتم تحليلها بشكل كامل قبل الآن.

وإلى جانب استخدامه في الأدوية والأسمدة، يستخدم كلوريد الأمونيوم أيضًا لإضفاء نكهة مقرمشة على الوجبات الخفيفة في بعض الدول الآسيوية. كما يضاف ملح السالميك إلى نكهة الحلويات الداكنة التي تسمى عرق السوس المالح في أجزاء من أوروبا.

ومن أجل المزيد من التوضيح، تقول عالمة الأعصاب إميلي ليمان بجامعة جنوب كاليفورنيا دورنسيف «إذا كنت تعيش في دولة إسكندنافية، فستكون على دراية بهذا المذاق وقد يعجبك»، وذلك وفق ما نقل موقع «ساينس إليرت» عن مجلة «نيتشر كوميونيكيشنز» العلمية المرموقة.

ويعتمد البحث على دراسة سابقة لبروتين أوتوبترين 1 (OTOP1)، والتي أكدت كيفية استخدامه للكشف عن المذاق الحامض وكيفية تأثيره على مستويات الحمض في الخلايا.

فلقد أظهر العلماء الآن استجابته لكلوريد الأمونيوم أيضًا. كما أظهر تعريض الخلايا البشرية المستنبتة للطعم الحامض لكلوريد الأمونيوم بشكل منفصل أن مستقبل OTOP1 يستجيب بنفس الطريقة لكلا المنشطين.

علاوة على ذلك، في الاختبارات التي أجريت على الحيوانات، لم تمانع الفئران التي لا تملك جين OTOP1 في تذوق الأطعمة التي تحتوي على كلوريد الأمونيوم، في حين تجنبت الفئران التي لديها الجين نفسه هذه المواد.

وفي هذا الاطار، يعد مسار التنشيط غير المعروف سابقًا علامة على أننا قد نضطر إلى إضافة طعم سادس إلى القائمة؛ على الرغم من أن هناك حاجة إلى مزيد من البحث لمعرفة ذلك على وجه اليقين. وقد سبق تحديد التذوقات الجديدة المحتملة دون أن تصبح رسمية.

لكن في المستقبل، يريد الباحثون النظر بمزيد من التفصيل بكيفية استجابة مستقبل OTOP1 لكلوريد الأمونيوم، وكيف يمكن أن تختلف هذه الاستجابة بين الأنواع؛ فقد لاحظ الفريق أن الحيوانات المختلفة تتفاعل بشكل مختلف مع كلوريد الأمونيوم. وبالنظر إلى أن المخلوقات البسيطة مثل دودة Caenorhabditis elegans قادرة على التعرف على هذا الطعم وتجنب أنواع معينة من الطعام المحتمل بسببه، فمن الممكن أن التطور الطبيعي قد دربنا على الابتعاد عن المواد الكيميائية التي تحفزه بسبب سميتها المحتملة، حتى إذا تكيف البشر الآن على تناوله بكميات صغيرة، حسب ليمان، الذي يخلص الى القول «ان الأمونيوم سام إلى حد ما، لذا فمن المنطقي أننا طورنا آليات التذوق للكشف عنه».

أخبار مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى