عقبات السلام
كتب هاني وفا في صحيفة الرياض:
السلام في الشرق الأوسط هدف يسعى الجميع للوصول إليه، الهدف واضح والسبل مختلفة، الأمة العربية مهّدت الطريق الأوضح والأمثل من أجل سلام حقيقي، يكفل للجميع العيش ضمن أطر مستدامة تنعكس على الأمن والاستقرار، وأيضاً الازدهار، تمثل ذلك في المبادرة العربية للسلام التي أطلقتها المملكة بالقمة العربية في بيروت في العام 2002 التي كانت ولا تزال أرضية صلبة من الممكن الانطلاق منها، تلك المبادرة لم تلقَ الرد المناسب من قبل الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة، ورغم مضي اثنين وعشرين عاماً على إطلاقها إلا أن إسرائيل ما زالت تعتقد أنها ستحصل على السلام بما يوافق أهدافها ومصالحها، بغض النظر عن أهداف ومصالح الطرف الآخر، هذا الأمر ينم عن عقلية ذات نظرة قاصرة لا ترى المستقبل، فالحكومات الإسرائيلية منذ ذلك الوقت وحتى يومنا هذا تحصر نفسها في زاوية المصالح الحزبية، وأيضاً الشخصية الضيقة على حساب سلام شامل ودائم، معتقدة أن التفوق العسكري والدعم الغربي سيحققان أهدافها باستمرار احتلالها وإقامة مستوطناتها كيفما شاءت، وقد يكون هذا صحيحاً مرحلياً لكنه ليس دائماً بأي حال من الأحوال، ولنا في المجازر التي تحدث في غزة مثال واضح لبعد الفكر الإسرائيلي عن السلام الذي يستلزم أسساً متينة، وقرارات شجاعة، وتضحيات تستهدف المصالح العليا لا المصالح الدنيا التي تعيق أي تقدم في مسار السلام المنشود، وكما قال وزير الخارجية في (دافوس): “ما تفعله إسرائيل يعرض آفاق السلام والأمن الإقليمي للخطر، والخطوة الأولى للسلام هي الوقف الفوري لإطلاق النار في غزة”، فوقف إطلاق النار في غزة مبادرة تبرهن على جدية إسرائيل سلوك طريق السلام، وغير ذلك يدخل المنطقة في دوامة العنف والتوتر والقرارات الخاطئة.