رأي

عزوف.. وقادة جدد!

كتبت صحيفة “اللواء”:

مع إعلان الرئيس فؤاد السنيورة عدم ترشحه في الإنتخابات أمس، يكون عقد رؤساء الحكومات السابقين قد إكتمل في العزوف عن الترشيح، مع الحرص ، من الرئيسين ميقاتي والسنيورة على الأقل، على أن هذه الخطوة لا تعني مقاطعة الإنتخابات. 
لا بد من الإعتراف بأن عزوف الرؤساء الأربعة عن خوض الإنتخابات قد ترك الساحة السنّية في حالة إرباك، نتيجة عدم الإعداد اللازم مسبقاً لهذه الخطوة، وتهيئة الكوادر الشابة المرشحة لتحُّمل مسؤولية المرحلة الجديدة. 
وموقف أقطاب نادي رؤساء الحكومات، المثير للجدل يشكل سابقة غير مسبوقة في تاريخ السياسة اللبنانية عامة، وفي مسار المكوِّن الوطني الأكبر خاصة، ويطرح أكثر من علامة إستفهام عن حقيقة الاسباب والدوافع وراء مثل هذه القرارات المتتالية والصادمة، عشية مرحلة حرجة، تتجاوز تعقيداتها وأهميتها الإنتخابات النيابية، إلى ما له علاقة بمستقبل البلد، وتوازناته الوطنية، على إيقاع الإنتخابات الرئاسية المقبلة من جهة، وعلى خلفية التوقعات التي تثيرها الحرب الأوكرانية، وتداعياتها على النظام العالمي، ولا سيما على أوضاع البلدان العربية ومنطقة الشرق الأوسط. 
إفساح المجال للوجوه الجديدة، والعناصر الشبابية لدخول المعترك السياسي والمشاركة في العمل الوطني، كما أشار الرئيس السنيورة في مؤتمره الصحفي أمس، توجه رؤيوي سليم، ويُلبي إرادات الشباب، وتوقهم للمشاركة في بناء دولة المواطنة، وإستعادة الأمن والإستقرار في البلد، وإنهاء إزدواجية القرار بين الدولة والدويلة، وإنقاذ اللبنانيين من المعاناة المستفحلة بعد وصول إلبلاد والعباد إلى جهنم، بسبب الإنهيارات التي تضرب مقومات الحياة اليومية للناس. 
ولكن ترك الساحات الإنتخابية دون حد أدنى من الرعاية والتنسيق، من شأنه أن يُفسح المجال لحالة من إنعدام الوزن في الشارع السنّي، يزيد من مناخات الإحباط، وما قد يترتب عليه من إحجام عن المشاركة الكثيفة في الإقتراع. 
عزوف الرؤساء عن الترشح لا يعفيهم من مسؤولياتهم الوطنية في قيادة حملات تشجيع الناخبين السنّة على النزول إلى أقلام الإقتراع بكثافة، والمشاركة في إختيار القادة الجدد لأهل السنّة والجماعة. 
فهل هم فاعلون للتأكيد على عدم مقاطعة الإنتخابات؟

أخبار مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى