عرض إيراني يفاجئ الولايات المتحدة

كتبت كسينيا لوغينوفا، في “إزفيستيا”:
اقترحت إيران على الولايات المتحدة إنشاء “كونسرتيوم نووي” لدول الشرق الأوسط، يتعاون فيه جميع المشاركين في مجال تخصيب اليورانيوم، ولكن للأغراض السلمية فحسب. وهذه محاولة للتوصل إلى حل وسط: فبدلاً من تفكيك برنامجها النووي، كما تصرّ الولايات المتحدة، أرادت إيران إشراك المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة في هذه العملية.
وفي الصدد، قال الباحث في قسم الشرق الأوسط وما بعد الاتحاد السوفيتي بمعهد المعلومات العلمية في العلوم الاجتماعية التابع لأكاديمية العلوم الروسية، دانيلا كريلوف، لـ “إزفستيا”، إن مبادرة إيران عقلانية تمامًا، مع الأخذ في الاعتبار أن ثماني جولات على الأقل من المفاوضات بشأن خطة العمل الشاملة المشتركة قد تمت.
وبحسب كريلوف، فإن سياسة ترامب ضد إيران غير بنّاءة منذ البداية، نظرا لأن الزعيم الأمريكي يقف دائمًا إلى جانب إسرائيل. ومن ثم فإن الخيار الذي تقترحه طهران هو في الواقع نهج سليم يهدف إلى توسيع خطة العمل الشاملة المشتركة لتشمل المنطقة بأكملها تقريبا. وقال:
“سيكون من الواقعي استقطاب المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة. ولكن هناك تفصيل بسيط في كل هذه المقترحات والمبادرات الإيرانية. فما حاجة الأمريكيين إلى ذلك؟ وما هو هدف هذه الصفقة؟ وهنا، كما يبدو لي، تكمن النقطة الأكثر أهمية. فإذا لم تنضم إسرائيل إلى هذه المبادرة، ولم تتخل عن التطوير النووي ولم تفكك ترسانتها الحالية من الأسلحة النووية، فإن النظام المقترح سيفقد فعاليته بشكل جدي”.
“ثم، من سيضمن تنفيذ المشروع؟ إسرائيل لن تقبل بذلك، فلا مصلحة لها. ومن شأن هذه الصفقة أن تفيد إيران والسعوديين، وربما الإمارات، لكنها لن تفيد الولايات المتحدة أو إسرائيل. وهذا يعني أن احتمالات التوصل إلى الاتفاق صفر، إن لم تكن تحت الصفر”.