منوعات ومتفرقات

عدوى الأعراس الباذخة تصل إلى المقابر في المغرب

لم يعد الفرح شبيها بفرح أمس، كما أن الحزن تحول بدوره إلى مناسبة لاستعراض “العضلات المالية” أمام وفود المعزين، تلك ببساطة حكاية الجنازة التي فرشت فيها “الزرابي” (السجاد) ونصبت المظلات واصطفت الكراسي داخل مقبرة في اليوم الثاني لدفن الميت.

مقطع الفيديو المثير جدا الذي انتشر قبل أسابيع، تظهر فيه المقبرة بكامل تفاصيلها وفي جانب منها فرشت “الزرابي” (السجاد)، كما كانت المظلات في انتظار المعزين، إضافة إلى الكراسي، حتى لا يتعبوا من الوقوف أمام شاهد الميت الذي غادر الدنيا قبل ساعات.

نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي الذين كانوا في استقبال مقطع الفيديو، أثارت غيظهم مظاهر البذخ من خلال الاستعانة بخدمات مموّن الحفلات في المقبرة، لكن ذلك لم يمنعهم من السخرية اللاذعة من هذا السلوك الغريب عن التقاليد المغربية التي تكون فيها المقبرة ملتقى للترحم وطلب المغفرة واسترجاع خصال الراحل والبكاء على فراقه.

لكن، يبدو أن للتباهي أفكاره الخاصة في الابتكار، فكان مموّن الحفلات الفكرة المناسبة لترجمة هذا السلوك إلى واقع أمر، ومن يدري قد تصبح الحلوى والشاي من مقومات تحلية الفم المر من كثرة البكاء والشهيق، وربما حتى الأعاصير الباردة المتنوعة ستذهب حرارة الفقدان من الجوف.

مع هذه الواقعة، لم يعد من ضرورة لانتقاد البذخ في الأعراس بل صارت طبيعية أمام الحالة العجائبية للمقبرة وهي تتزين بسجاد مموّن الحفلات.

أخبار مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى