حسين زلغوط
خاص_ رأي سياسي
تغيب مختلف الاستحقاقات لا سيما الرئاسية منها، وما يتعلق بقيادة الأركان في الجيش اللبناني، عن الساحة السياسية بفعل عطلة عيدي الميلاد ورأس السنة، في ظل انقطاع كل خطوط التواصل بين أهل الحل والربط في لبنان، وكذلك على مستوى الخارج.
لكن يفترض ان تتحرك المياه السياسية الراكدة بدءاً من الأسبوع الثاني من الشهر الأول من العام المقبل، حيث من المتوقع ان تزخّم الحركة الدولية باتجاه لبنان، في ضوء استعداد الموفدين الفرنسي والقطري للعودة الى لبنان تكملة للمهمة الموكلة اليهما من قبل “اللقاء الخماسي” للمساعدة على حل الأزمة الرئاسية، غير ان السراي وعين التينة الى الآن لم تتضمن أجندة المواعيد فيهما أي موعد محدد للموفدين، مع أن اوساط سياسية أكدت إمكانية عودتهما الى بيروت كل على حدا قبل نهاية الشهر المقبل ما لم يطرأ أي مستجدات تؤخر ذلك.
واذا كانت هذه الأوساط لا تبدي أي تفاؤل في إمكانية إحداث أي خرق على المستوى الرئاسي في حال بقيت المواقف الداخلية على حالها من التصلب، فإن رئيس مجلس النواب نبيه بري قال أمام زواره انه من خلاصة جلسة التشريع والتمديد لقائد الجيش، ثبت انه من دون سلوك قطار التوافق لا يتم التوصل الى شيء وانه في الامكان نقل المشهد النيابي الأخير واسقاطه على انتخابات رئاسة الجمهورية شرط توافر إرادة توافق حقيقية بين الكتل النيابية.
وفي رأي الرئيس بري انه لو ركنت بعض القوى السياسية الى الحوار منذ دعوته الاولى اليه أي قبل الوقوع في شرك الفراغ الرئاسي، لكنا وفرنا علينا الكثير، بدل تضييع كل هذا الوقت، مشدداً على ان الأمور لا تستقيم في نهاية المطاف الا بانتهاج خيار التوافق الذي يؤدي الى انتاج انتخاب رئيس للبلاد وتقوية عضد البلد ومؤسساته.
في مقابل ذلك ترى مصادر نيابية أن البلد في ظل ما يجري من تطورات خطيرة على مقربة منه، وفي ظل المخاطر التي تتهدده لم يعد من بد من ترتيب بيتنا الداخلي، على ان تكون البداية بانتخاب رئيس للجمهورية، وأن ذلك من الممكن ان يتم قريباً في حال وضعت كل الأطراف السياسية مصلحة لبنان أولاً، بالتوازي مع ارادة ورغبة دولية بإخراج لبنان من ازمته.
وتعرب هذه المصادر المقربة من رئيس المجلس ان الظروف الراهنة قد تسهم إيجابيا في انهاء الشغور الرئاسي، فروحية الجلسة التشريعية التي انتهت بالتمديد لقائد الجيش، قد تكون نموذجا صالحا لإسقاطه على المساعي المرتقب انطلاقها بعد الأعياد، مشيرة الى أن “ما سيقوم به الرئيس بري مع بداية العام الجديد، لن يكون مرتبطا لا بالجهود والمساعي الخارجية، ولا بأي مبادرة أيا يكن مصدرها، بل هو نتيجة قناعته الراسخة لديه والتي اساسها التوافق، وهو لن يتردد في الدعوة مجدداً الى الحوار في حال لمس ان هناك أرضية سياسية باتت صالحة لمثل هذه الدعوة، وهو لن يكون في وارد القيام بأي خطوة ما لم يكن يضمن نجاحها، لأن عكس ذلك سيكون وقعه مؤلماً، لا بل مكلف على شتى الصعد.
أما في ما خص قيادة الأركان في الجيش فان هذا الاستحقاق ما زال عالقاً في عنق التجاذبات والخلافات بين رئيس حكومة تصريف الاعمال ووزير الدفاع، حيث عادت أجواء الخلاف بين الرئيس نجيب ميقاتي، والوزير موريس سليم، بعد لقاء المصالحة الذي عقد بينهما يوم الخميس الماضي في السراي وانتهى بالاتفاق على إنجاز التعيينات العسكرية العالقة، وأبرزها في رئاسة الأركان، لكن من المرجّح أن يلعب زعيم المختارة وليد جنبلاط دوراً محورياً في وقت قريب لمعالجة هذا الملف، علماً ان جنبلاط أبلغ من يعنيهم الأمر ان الاسم المقترح من قبله هو العميد حسان عودة.