عبدالله: لبنان لم يعد يحتمل أن يكون ساحة رسائل وصراع للآخرين

جال وفد من الحزب التقدمي الإشتراكي، على الأديرة في إقليم الخروب ومطرانيتي صيدا المارونية والكاثوليكية، مقدما التهنئة بعيد الفصح المجيد، وترأس الوفد النائب بلال عبدالله ، الذي قال “جئنا نعايدكم، على أمل قيامة هذا البلد، ولدينا ملء الثقة باستمرار العيش للواحد والتمسك بهذا البلد وهويته. إن ولادة الحلول مستعصية جدا، بسبب تشابك المصالح الدولية والإقليمية، وبسبب عجزنا، أي عجز القوى السياسية اللبنانية عن إنتاج حل داخلي، ولكن تحسس آلآم ووجع الناس، وحجم الإنهيار القائم، يجب أن يدفعنا جميعا إلى الترفع والتسوية، طبعا ليس على حساب الثوابت الوطنية، لأن هناك ثوابت أساسية لا يجوز التراجع عنها بعد حصول الإنهيار الكبير في البلد”.
أضاف: “لم يكن ينقصنا إلا الصواريخ في هذه الفترة، إلا إذا كان هناك أحد مصر على إبقاء البلد موقعا لتوجيه الرسائل، وهذا للأسف عكس التيار، لأن كل لبنان والمنطقة متضامنون مع الشعب الفلسطيني، وضد تعنت وغطرسة اسرائيل في المسجد الأقصى والأماكن الدينية، ولكن في الوقت نفسه لبنان لم يعد يحتمل بأن يكون ساحة رسائل وصراع للآخرين، خصوصا وأن الجيش اللبناني وحزب الله لم يشاركوا في هذه المواجهة، ولكن هذا لا يعفيهم من المسؤولية، فأن يكون هذا البلد وهذه الساحة وهذا الجنوب لتوجيه رسائل من هذا النوع، لإعاقة مقاربات وتصالحات إقليمية نحن لا نقبل بذلك، إلا إذا كان هناك من هو متضرر من التقارب السعودي- الإيراني، أو من إعادة فتح البلد على الخارج وعلى عمقه الدولي. هذا الموضوع يجب ألا يمر مرور الكرام، وليخففوا عن لبنان، إذ يكفينا ما يكفينا من مآس اقتصادية، كما أننا عملنا ترسيما بحريا، إلا إذا كان هناك من هو متضرر من الترسيم البحري، ولا يريد أن يستفيد لبنان من طاقته الغازية والنفطية.”
وختم: “بهذه المناسبة نؤكد كحزب تقدمي إشتراكي، وكلقاء ديمقراطي بأن كل أهل الإقليم والشوف والجبل بشكل عام، وأكثر من أي وقت مضى، متمسكون بوحدة لبنان بكل تفاصيلها، وكل “الهمروجة” التي نسمعها من كل الإتجاهات للأسف لا حياة لها، فهذا البلد قوي بوحدته، وبتعدديته وبانفتاحه على العالم، هذا البلد رسالة ومستمر بها. ونحن ومن موقع ما نمثل ما زلنا على نفس الموقف متمسكون بهذا البلد، ولن نغير هويته، ومن يحلم بتغيير هوية هذا البلد، فهو مخطئ.”
رحب الأرشمندريت ديب بالوفد قائلا: “أهلا وسهلا بكم بشخصكم وبمن تمثلون، تعلمون مدى محبتكم، والصداقة التي تجمعنا، وأود أن أقول بأن الصيغة اللبنانية يجب ألا يمسها أحد، ولبنان هو “فسيفساء” و”موزاييك”، إذا نزعت قطعة منها “فرطت”، من هنا، نحن لا نستطيع اللعب بطبيعة النسيج اللبناني وبطبيعة التركيبة اللبنانية”.
أضاف: “ان كنيسة الروم الكاثوليك موجودة على مساحة الانتشار اللبناني، لأننا نؤمن بأن النسيج اللبناني وهوية لبنان لا تأخذ بعدها، ولا معنى للبنان إذا أصبح كانتونات. وبما أن رسالتنا صعبة وقيمة، وكثر لا يريدونها، يجب أن نتمسك بها أكثر، فنحن بهذا الخط لا نمل، ولا نكل ولا نتعب وسوف نستمر وستمر، وهذا الدير هو ديركم ودير الجميع، فهي رسالة الرهبنة أينما وجدت”.
وتابع: “صحيح ان الأيام صعبة، وقد برهنت لنا بأن التضامن اللبناني- اللبناني مميز، إذ لا يستطيع أي بلد أن يحتمل ما نحتمله، والسبب هو التضامن الداخلي، ومساعدة اللبنانيين المغتربين لاهلهم هذه هي طبيعتنا”.
وختم: “إن الخط السياسي الذي تمثلون، هو خط الاعتدال والتحاور، ونحن لا نستطيع إلا أن نكون معنيين به. وأن شاء الله قيامة لبنان قريبة، وكل موت بعده قيامة”.