أبرزرأي

عام 2024: زلازل سياسية وأمنية في لبنان وسوريا.. والقادم غامض

باسم المرعبي_ ناشر موقع “رأي سياسي”:

يطوي لبنان ومعه العالم عند الثانية عشرة من منتصف ليل الثلاثاء عاماً كان حافلاً بالأحداث الدراماتيكيّة السّياسيّة منها والعسكرية، ليستقبل عاما جديداً يؤمل أن يكون مختلفاً ويحمل معه الاستقرار والازدهار.
على مستوى لبنان شهد العام 2024 أحداثاً بمستوى زلازل، كان الأبرز فيها اندلاع حرب أيلول التي كانت الأعنف والأكثر دمويّةً، كما انها كانت محطةً مفصليةً في تاريخ لبنان الحديث خصوصا عند عملية اغتيال الأمين العام لحزب الله، حسن نصرالله، التي كان لها تداعيات كبيرة ليس على مستوى لبنان وحسب بل على مستوى العالم حيث كان السيد نصرالله يحتل مساحة واسعة من الاهتمام والمتابعة من الحلفاء كما من الخصوم.
وكما هو معلوم فان هذه الحرب التي استمرت ما يزيد عن الشهرين، توقفت باتفاق على هدنة لمدة ستين يوما، من دون معرفة مسار الأمور بعد هذا التاريخ، علما ان هناك مخاوف من ان تسقط اسرائيل هذه الهدنة سيما وانها خرقت هذا الاتفاق في غضون شهر واحد ما يقارب الـ300 مرة.
ومما لا شك فيه ان هذه الحرب خلفت وراءها خسائر فادحة على كل المستويات نظرا لحجم الدمار الذي حصل، وقد قدّ البنك الدولي ان لبنان بحاجة الى اكثر من خمسة مليارات دولار لاعادة بناء ما تهدم في ظل احجام دولي عن المساعدة الى الآن.
الى جانب ذلك فان العام 2024 لم يكن مختلفا عن العام الذي سبقه على مستوى الكثير من الملفات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، فالفراغ الرئاسي بقي وهو سيستمر الى العام القادم، والانهيار الاقتصادي لم يطرأ عليه اي جديد، وبذلك يمكن القول ان العام 2024 كان صورة طبق الاصل عما كان عليه العام 2023، ما عدى حرب ال66 يوميا وما تخللها من احداث كانت بمثابة زلزال، على امل ان يكون العام الذي سنستقبله بعد بضعة ساعو أفضل حالاً، وان يحمل معه توافقا على انتخاب رئيس للجمهورية وفق المبادرة التي تقدم بها رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي حدد التاسع من الشهر الاول من العام الجديد موعدا لعملية انتخاب الرئيس، وتأليف حكومة مكتملة الأوصاف تشرع في القيام برزمة اصلاحات مطلوبة من المجتمع الدولي لمساعدة لبنان على الخروج من ازماته الى رحاب الاستقرار والازدهار، وانتظام الحياة الدستورية والمؤسساتية في البلد لكي نتمكن من اللحاق بركب التطور في العالم المتقدم، وهذا لا يتحقق الا من خلال وحدتنا وتضامننا مع بعضنا البعض ووضع مصلحة البلد فوق اي اعتبار، والعمل على قاعدة “أن الخلاف لا يفسد في الود قضية”.
ومن الاحداث التي شهدها العام الذي يستعد لمغادرتنا وكانت أشبه بزلزال ايضا، هي الاطاحة بالنظام السوري ومغادرة بشار الاسد قصر الشعب الذي دخله ثوار احرار الشام، وقد عكس هذا الحدث الذي حصل بسرعة قياسية غير متوقعة ملامح متغيرات جوهرية على مستوى المنطقة من المنتظر ان تبدأ بالظهر خلال الاسابيع المقبل.
ويبدوا ان من يمسك بالقرار في سوريا يرغب باقامة علاقات ودية مع لبنان الذي عليه الاستفادة من هذه الفرصة الثمينة لاقامة علاقة بين دولة ودولة خالية من أية وصاية، بعد ان كان النظام السابق الذي كان سجله أسوداً يتعامل مع لبنان على أنه قاصر أو أنه ضاحية من ضواحي سوريا، وكان لهذا التعاطي السلبي والمزاجي تداعيات سلبية على اقتصاد لبنان في ظل وجود معابر غير شرعية محمية من بعض رجالات النظام في سوريا.
كل ذلك يقودنا الى دعوة اللبنانيين لأخذ العبر مما حصل في العام الذي سنودعه بعد ساعات قليلة، والذهاب الى النهوض ببلدنا من خلال الاقلاع عن النكد والنكايات السياسية، وطي صفحة الماضي والتطلع الى غد افضل، فلا الشماتة ولا الزعل، ولا رفع السقوف السياسية تفيد في هذه المرحلة التي علينا الاستفادة منها، لاستعادة هيبة ومجد لبنان، كما وحث نخبة اللبنانيين الذين غادروا لبنان على العودة والاستثمار في وطنهم، خصوصا الذين يبرعون في الخارج على كافة المستويات.

أخبار مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى