عاصمة البيئة العربية
كتبت نوال الجبر في صحيفة الرياض.
منذ إطلاق رؤية 2030، اتخذت المملكة خطوات حثيثة لبناء مستقبل أكثر استدامة، عبر إعداد استراتيجية معاصرة معنية بحماية البيئة لمواجهة التحديات المختلفة، ومازالت تواصل عبر مبادرتيها “مبادرة السعودية الخضراء” و”مبادرة الشرق الأوسط الأخضر” لتحقيق هدف الحياد الصفري بحلول عام 2060م عبر تبني نموذج الاقتصاد الدائري للكربون، وتسريع رحلة انتقال المملكة نحو الاقتصاد الأخضر، من خلال تحقيق ثلاثة أهداف طموحة تتمثل في: تقليل الانبعاثات الكربونية، وتشجير المملكة، وحماية المناطق البرية والبحرية.
إن تعزيز جهود حماية البيئة سيشهد العمل عليها تسريع رحلة انتقال الطاقة وبرامج الاستدامة لتحقيق أهدافها الشاملة في مجال تعويض وتقليل الانبعاثات الكربونية، وزيادة أعمال التشجير واستصلاح الأراضي وحماية المناطق البرية والبحرية في المملكة.
يأتي ذلك في الوقت الذي تعمل فيه المملكة محليًا وإقليميًا ودوليًا من أجل حماية البيئة، حيث وضعت مستهدف الحفاظ على كوكب الأرض من أولوياتها، إذ أطلقت خلال رئاستها لمجموعة العشرين مبادرة لتعزيز إعادة تأهيل المناطق المتدهورة والحفاظ على الموارد الحالية كمبادرة عالمية تستهدف دول العالم كافة، تعمل على تنفيذها دول مجموعة العشرين، وكذلك المبادرات التي تقودها المراكز البيئية في مجالات الأرصاد، وتنمية الغطاء النباتي، والالتزام البيئي، والحياة الفطرية، وإدارة النفايات، وجميعها تمول عبر صندوق البيئة، عن طريق المساهمة بتحقيق أهدافها على نطاقين رئيسين: الطاقة المتجددة والنظيفة، وحماية البيئة والمحافظة عليها وتحسينها.
وفي إطار ذلك توجت العاصمة الرياض بلقب “عاصمة البيئة العربية” لمدة عامين، وذلك خلال فعاليات الدورة الـ35 لمجلس الوزراء العرب المسؤولين عن شؤون البيئة، التي ترأستها المملكة واختتمت أعمالها في مدينة جدة؛ وذلك تقديرًا لجهودها الرائدة في مجال الحفاظ على البيئة وتعزيز الاستدامة.
كما شهدت الدورة حصول مبادرة “السعودية الخضراء” على جائزة المشروع البيئي المتميز على مستوى القطاع الحكومي العربي، وهذا يؤكد الدور الرائد للمملكة في تبنيها لرؤى استراتيجية ومشروعات بيئية مبتكرة ومستدامة.
خلاصة القول، إن منح مدينة الرياض لقب “عاصمة البيئة العربية” لمدة عامين، سيجعل المدينة تشهد العديد من الأنشطة والفعاليات الموجهة نحو تعزيز الوعي البيئي، ودعم الاستدامة، وتنظيم حملات ومشروعات تهدف إلى تحسين جودة الحياة والبيئة في المنطقة، ومن المتوقع أن تساهم هذه الفعاليات في تعزيز مكانة الرياض كمركز عالمي للعمل البيئي والتنمية المستدامة وفق مستهدفات رؤية السعودية 2030.