أبرز

طلب ميقاتي، محطُّ سخرية القطريين

بعد فشل الحكومة اللبنانية في تأمين النقل المجاني للمواطنين لمشاهدة بطولة كأس العالم الأخيرة وما أثاره هذا الموضوع من سخط وغضب لدى الشعب، يبدو ان رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاني كان يبحث عن شيء اخر من الدولة القطرية، فقد طلب ميقاتي تزويد الدولة اللبنانية بالباصات التي استُخدمت في قطر للنقل المشترك كهبة قطرية للبنان، وبعد انتشار هذا الخبر الدي تدوالته معظم الصفحات الاخبارية “اللبنانية والقطرية” اصبح ميقاتي محط سخرية من الجانبين، فاللبنانيين رأوا أن الذي فشل بتأمين مبلغ زهيد لتأمين نقل البطولة العالمية مجانًا كيف سينجح بإقناع قطر بهكذا أمر، أما السخرية الأكبر فكانت من نصيب الشعب القطري الذين نشروا ارقام حسابات ميقاتي وقالوا له “ادفع منها لبلدك بدلًا من الشحادة” وكتبوا ايضًا، هل يعقل ان نعطي دولة من اموالنا وبعدها يقوم بعض الشعب منهم بشتمنا، فيما غرّد احد القطريين بالقول “ايش رأيك نعطيك الملاعب والشعب بالمرّة”
وعليه يبدو وكأن لعبة الشِحادة اللبنانية لم تعد تجني ثمارها خصوصًا بعد تضييق الخناق الخليجي نتيجةً لإختلاف الاراء والافكار عمّا كانت عليه قبل.

الشعب اللبناني ملَّ من الذل الذي فرضه السياسيون وجعل من “سويسرا الشرق” سخريةً لدى الشعوب العربية، فتارةً يتوجهون نحو العراق واخرى صوب قطر والاردن ومصر، ولا يحاولون ولو لوقت قليل البحث عن حلول داخلية للازمة التي طوقت لبنان بالرغمِ من توقيع اتفاق ترسيم الحدود البحرية الجنوبية بين لبنان وفلسطين المحتلة والتي من شأنها جذب الاستثمارات والأموال.

يبدو ان العجز اللبناني ليس ماليًا فقط، بل اخلاقيًا وفكريًا ايضًا، فكيف لرؤوس الحكم الذين يمتلكون المليارات ان يتركوا وطنهم والشعب في هكذا حال ويستمتعون بقضاء العطلة والاعياد في الخارج؟
وكيف لهم بدلًا من محاولة البحث عن حلول لأزمات (الدواء والكهرباء والاستشفاء والمصارف وودائع الناس) ان يتوسلوا دول الجوار لإعطائهم هبات من هنا وهناك؟

من اساسًا من الدول الخليجية والعربية مستعد لدفع مبالغ دون مقابل خصوصًا مع علمهم بغياب خطة واضحة للتعافي وهو شرط اساسي من شروط صندوق النقد الدولي ، هذا ان تناسينا ايضًا الحصار الأميركي المفروض على لبنان وسوريا معًا.

إلى متى هذا التخبط، إلى متى ستسيطر الشعبوية على عقول اللبنانيين المتمرسين خلف حقوق طائفة من هنا وكرامة اشخاص من هناك، فالانفراج المزعوم يبدو بعيدًا ،بينما الانهيار المحتوم اقرب من اي وقت مضى!.

المصدر: خاص رأي سياسي

أخبار مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى