
لينا الحصري زيلع
خاص-رأي سياسي
الازمة الاقتصادية والمالية وارتفاع سعر صرف الدولار مقابل الليرة اللبنانية، أمور انعكست سلبا على القطاعات كافة ، بما فيها اوضاع الطرقات اللبنانية والتي صنفت من بين الطرقات الأسوأ عالميا، بعد ان غابت عنها الصيانة والاشغال والانارة وغيرها من الأمور الأساسية، والتي هي حق مشروع من حقوق المواطن باعتبار ان الطرقات جزء اساسي من السلامة العامة، وفي المدة الأخيرة سُجلت حوادث عدة، أدت الى وفاة واصابة عدد غير قليل من المواطنين، بسبب تقصير الدولة بواجباتها بتأمين ادنى مقومات السلامة من صيانة دورية للطرقات.
وفي هذا السياق، فان طريق طرابلس- العبدة تعتبر من اكثر الطرقات اللبنانية خطورة، بسبب وضعها المزري جدا، وكل من يسلك هذه الطريق لا يعلم اذا كان سيصل الى وجهته بخير.
مصادر وزارة الاشغال العامة والنقل أبلغت “راي سياسي” بان السبب الأساسي لتقاعس الوزارة بالقيام بواجباتها بشكل عام، هو بسبب موازنتها الضئيلة كغيرها من موازنات الوزارات الأخرى، وهذا الامر أدى الى عدم تمكنها من القيام بالصيانة المطلوبة للطرقات والجسور بما فيها طريق طرابلس- العبدة، وأشارت الى ان عدد كبير من المقاولين يرفضون رفضا تاما انجاز اي اشغال للطرقات مقابل الدفع لهم بالليرة اللبنانية.
وتمنت الوزارة ايجاد مخارج وحلول سريعة لهذه المشكلة، خصوصا مع تفاقمها المستمر يوما بعد يوم، معتبرة ان “اليد القصيرة والعين بصيرة”.
من ناحيته يقول رئيس لجنة الاشغال النيابية النائب سجيع عطية لموقعنا:” للأسف لا اذان صاغية لمطالبنا بصيانة وترميم طريق طرابلس-العبدة والتي تعتبر شريان حيوي اساسي يربط لبنان بسوريا ويستفيد منها حوالي مليون نسمة، علما ان وزير الاشغال العامة وعدنا منذ قرابة سنة بتخصيص مبلغ وقدره 2 مليون دولار لصيانة هذه الطريق، والتأكيد ان الأموال متوفرة لذلك، ولكن للأسف حتى اليوم لم يتحقق هذا الموضوع، بل زادت الأمور سوءً، بحيث لم يتم تنفيذ اي من الوعود التي قُطعت لنا.
لافتا الى ان المفاجأة كانت بأن المبلغ الذي كنا وعدنا به والمخصص لصيانة هذه الطريق، انخفض من مليوني دولار ليصبح مليون دولار، ورغم ذلك ولان “ليس باليد حيلة”، وافقنا على هذا المبلغ الضئيل لان المهم لدينا هو صيانة الطرقات.
وأشار عطية الى ان اشغال ومصالح الناس في المنطقة مهددة، بسبب معاناتهم بتنقلاتهم ووصولهم الى أعمالهم، علما ان منطقة الشمال وتحديدا مناطق عكار والمنية والضنية تعتبر خزان الدولة، حيث ان عدد كبير من أهالي المنطقة يخدمون في المؤسسات الأمنية والعسكرية، إضافة أيضا الى ان هناك شريحة كبيرة من الشباب يعملون في المؤسسات السياحية، لذلك فهم يعانون في تنقلاتهم، وهذا الامر لم يعد مقبولا استمراره على ما هو عليه اليوم.
مؤكدا ان جميع نواب المنطقة يتعاونون لحل الموضوع لان من حق الأهالي ان يكون لديهم طرقات صالحة للاستعمال حتى ولو بالحد الأدنى.
واعدا ان نواب المنطقة سيلاحقون هذا الملف، خصوصا انهم يعانون على هذه الطريق كما غيرهم من المواطنين، وقال :”ما نطلبه هو امر بديهي وليس امر مستحيل، ونعلم ان لا أموال كافية لدى الدولة، لذلك نحن لا نطالب بتزفيت الطرقات ولا تعبيدها ولا القيام بمشاريع جديدة، بل بصيانة للطريق لكي تصبح امنة نوعا ما خلال سلوكها.”
ولفت نائب عكار الى ان موضوع الطرقات هو من المواضيع الملحة، وهناك سعي لانجاز الصيانة لهذه الطريق بأسرع وقت، مهددا الى ان نواب المنطقة سيقومون بخطوات تصعيدية في حال لم يتم معالجة وضع هذه الطريق.
كاشفا ان مجلس الانماء والاعمار هو المسؤول عن وضع دفتر الشروط و مناقصة الصيانة التي نتمنى حصولها قريبا، بعد ان تم تلزيم صيانة طرقات في عدد كبير من المناطق اللبنانية، ولكن وُعدنا من المسؤولين في المجلس ان يتم تلزيم صيانة هذه الطريق كحد اقص في نهاية شهر اب.
كاشفا ان لجنة الاشغال الاشغال النيابية ستعقد اجتماعا في وقت قريب جدا، للمطالبة بصيانة الطرقات على كافة الأراضي اللبنانية، علما ان لدى مجلس الانماء والاعمار مبلغ وقدره 15 مليون دولار، وهذا المبلغ متوفر من السنوات السابقة، ومخصص للتلزيمات، ويمكن القيام ببعض اعمال الصيانة من خلاله.
مشيرا الى ان المنطقة تعد محرومة، وهي تحتاج الى الكثير من المشاريع الإنمائية، ونشدد أيضا على أهمية اطلاق العمل بمطار القليعات، لما لهذا المشروع من انعكاسات إيجابية جمة على المنطقة وأهلها.
من ناحيته يقول عضو كتلة “الاعتدال الوطني” نائب المنية احمد الخير ل”راي سياسي”:” “نامل ان تنتهي معاناة أهلنا في الشمال، خصوصا ان موضوع طريق المنية-العبدة أساسية بالنسبة لنا ، ونحن سنتابع هذا الملف، وأؤكد لاهالنا في المنطقة انه تم تلزيم القسم الأول من الطريق ، وسيبدأ العمل لصيانتها خلال الأسابيع القليلة المقبلة، بانتظار تلزيم القسم الاخر الذي يربط المنية- عكار والعبودية”.
مشيرا الى ان صيانة الطريق لا يحل المشكلة تماما ، وانما تعالجها بنسبة كبيرة، وتمنى على أهالي المنطقة التحلي بالصبر خلال القيام بالأشغال والورش على هذه الطريق ، لان لا خيارات بديلة لدينا.