طبخة رئاسية لبري بخلطة محلية ودولية
كتب فادي عيد في “صحيفة الديار”: يُتوقع أن يكون هذا الأسبوع حاسماً على صعيد معاودة جلسات انتخاب الرئيس العتيد للجمهورية، بحيث تتحدّث معلومات، أن رئيس المجلس النيابي نبيه بري التقى بعض رؤساء الكتل النيابية بعيداً عن الأضواء، ويتوقع أن يلتقي في وقت قريب جداً برئيس الحزب «التقدمي الإشتراكي» وليد جنبلاط، الذي وضعه الأسبوع المنصرم بصورة لقائه مع رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل. وبالتالي، فإن التنسيق بين بري وجنبلاط لم ينقطع يوماً، وينقل وفق الأجواء المتوافرة، أن جنبلاط لن يسير في الاستحقاق الرئاسي بشكل مغاير لصديقه بري، وما يجري اليوم من خلال الحراك السياسي الذي تكثّف في الساعات الماضية، وبعيداً عن الأضواء والإعلام، صبّ حول ضرورة الخروج من المأزق الرئاسي وانتخاب الرئيس.
ولهذه الغاية، تقول مصادر مقربة من بري انه يُحضِّر «طبخة» رئاسية، وربما مفاجأة من شأنها أن تكون منطلقاً نحو انتخاب رئيس الجمهورية، والخروج من حالة التمترس التي تحيط بكل الأطراف، لذلك، فإن دور رئيس المجلس لا ينفصل عما يجري في الخارج من مشاورات ولقاءات لانتخاب الرئيس في أقرب وقت، ويتوقع بأن تكون العاصمة الفرنسية باريس محور هذه الإتصالات الجارية على قدم وساق مع كل المعنيين بالملف اللبناني، وحيث أكدت المعلومات، أن التحضيرات وأجندة اللقاءات باتت جاهزة، وبخلاف ما يقال في الداخل بأن الشغور الرئاسي قد يمتد إلى الصيف أو حتى الربيع، فهناك مبالغة كبيرة لأنه في حال إطالة أمد الفراغ، فإن البلد سيشهد اضطرابات كبيرة وخطرة، ليس في وسع أي طرف في البلد تحمّل تبعاته في هذه الظروف الاستثنائية التي يجتازها.
وفي هذا الإطار، اشارت المصادر نفسها الى أن بري، نسّق مع السفيرة الفرنسية آن غريو، التي قامت بحركة واسعة النطاق على بعض المرجعيات، واضعة إياهم في أجواء ما يقوم به الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، من مساعٍ ودور قد يؤدي إلى تسوية رئاسية، وربما أكثر من ذلك، في حال نجحت جهوده دولياً وإقليمياً، وبالتالي، فإن التصوّر الذي تنقله السفيرة غريو، يتحدّث عن سلة متكاملة للحل، ولكن من المبكر الحديث عن نجاح المساعي التي يقوم بها ماكرون، ولكنها جدية وحازمة، بحيث تؤكد المعلومات، أنه ليس بوسع أي طرف أن يعرقل مسار الحل في حال كان هناك توافق دولي وإقليمي، وبالمحصلة نجاح المبادرة الفرنسية بالتكافل والتضامن مع الدول المعنية بالملف اللبناني.
من هذا المنطلق، فإن الإتصالات والمباحثات التي تدور في الداخل والخارج، قد تكون حتى الآن ضبابية نظراً لشِحّ المعلومات، أو ربطاً بما يجري في المنطقة من تطورات وأحداث، ولكن المحسوم أن لقاء باريس لا يمكن أن يفشل، لأن ذلك سيؤدي إلى ما لا يحمد عقباه على الساحة اللبنانية، ليس على خط الشغور الرئاسي فحسب، وإنما على كل المستويات باعتبار أنها الفرصة الإنقاذية الأخيرة التي يجب أن يتلقّفها الجميع، وعلى هذه الخلفية فإن الأطراف اللبنانية «محشورة» بدورها، ولم يعد باستطاعة أي فريق أن يناور ويفرض شروطه في بلد منهار.
ولذلك، تقول المصادر المقربة من بري، إن التوافق الرئاسي دون الدخول في الأسماء بات مسألة محسومة، ولذلك فإن بري المطلع على كل ما يحصل، يُحضِّر حلولاً ستكون كخلطة محلية ودولية وإقليمية للحل، لأن لبننة الاستحقاق وحدها لا تكفي، بل تحتاج إلى غطاء دولي من أجل عقد مؤتمر للدول المانحة لدعم لبنان وخروجه من أزماته، بمعنى أن انتخاب الرئيس وتشكيل الحكومة دون تأمين مقوّمات النجاح، فذلك لا يسمن ولا يغني في مثل هذه الظروف التي يمرّ بها البلد.