أبرزرأي

ضغوط اميركية تفرمل اندفاعة التفاهمات في المنطقة..ولبنان المتضرر الاول!

حسين زلغوط

خاص رأي سياسي

لم يكن اي من المسؤولين على دراية مسبقة بالقرار الذي اتخذته بعض الدول لجهة الطلب من رعاياها مغادرة لبنان ، او توخي الحذر في تنقلاتهم وعدم الاقتراب من مناطق التوتر، وظن البعض منهم ان ذلك ربما كان له صلة باحداث مخيم عين الحلوة، مع العلم ان القرار اتخذ مع سريان وقف اطلاق النار ، فيما البعض الاخر ومنهم رئيس مجلس النواب نبيه بري ما زالت هذه الخطوة غير مفهومة بالنسبة اليهم وهو قال ذلك امام النائب السابق وليد جنبلاط الذي زاره في عين التينة بالامس.

في تقدير مصدر وزاري ان احداث عين الحلوة لم تكن بالحجم الذي يبعث على الخوف الذي يجعل هذه الدول تاخذ هذا القرار، كون ان ما حصل هو في منطقة جغرافية محددة ، بعيدة عن تواجد رعاياها ولا تشكل اي خطر بالنسبة لهم لا على المستوى البشري ولا على مستوى المصالح ، ولذلك ان ما حصل له علاقة بالسياسة وما طرأ من متغيرات في المناخات الاقليمية والدولية.

ففي اعتقاد المصدر الوزاري المذكور ان الولايات المتحدة الاميركية يبدو انها نجحت في فرملة اندفاعة التفاقمات التي كانت قد شهدتها المنطقة في الاونة الاخيرة، عن طريق ممارستها ضغوطا لا حدود لها على بعض الدول ، بعد ان كانت قد شعرت بان مثل هذه التفاهمات ستطيح بمشروعها الذي اعدته للمنطقة ، سيما وان نقطة انطلاق هذه التفاهمات كانت من الصين ، العدو الاساس لواشنطن والذي يشكل عليها خطرا في هذا العالم ، ولذلك فان ما يحصل في لبنان ان كان على المستوى السياسي او الاقتصادي لا ينفصل عن هذه الضغوط الاميركية التي قد تشتد في غضون الاسابيع والاشهر المقبلة بشكل غير موصوف، وقد المح الى ذلك الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في اخر خطاب له في حفل تابين العلامة الشيخ عفيف النابلسي بقوله انه بعد شهر أب الحالي سنشهد ارتفاعا في منسوب الضغوط على لبنان ، وقد وصل به الأمر الى حد التحذير من ان الدولة ربما لا يعود في استطاعتها دفع رواتب الموظفين في القطاع العام ، كما قد تعجز الناس في ادخال اولادهم الى المدارس. هذا التحذير في اعتقاد المصدر جاء نتيجة معلومات وصلت الى السيد نصرالله مفادها بنا تفاهم الصين بين ايران والسعودية اصيب بنكسة وتفرملت عجلته، وكذلك الحال بالنسبة الى التقارب الذي حصل بين المملكة العربية السعودية وسوريا بعد ان ابلغت المملكة كلا من طهران ودمشق عزمها على التريث في فتح سفارتها في هذين البلدين، وبما ان لبنان دائم التأثر بما يحصل في المنطقة سلبا أم ايجابا فان مناخات الارتياح التي عاشها من اعلان تفاهم الصين دخلت مرحلة ضبابية وبالتالي فان الامور حتما ستتعقد على كل الصعد لا سيما على مستوى الاستحقاق الرئاسي ، حيث بلغ الامر حد مسارعة البعض الى التشدد في مواقفهم اكثر بعد ان وصلت اليهم معلومات بان متغيرات كبيرة قادمة الى المنطقة قد تصب في خانة مصالحهم السياسية.

من هنا فان المصدر نفسه يرى ان مهمة الموفد الفرنسي الى لبنان والذي في صدد القيام بزيارته الثالثة الى لبنان في منتصف ايلول المقبل ستكون صعبة للغاية ، هذا ما لم يقدم على تأجيلها تحت حجج ومسميات مختلفة ، ولذلك قد ينتهي العام الحالي ونحن بلا رئيس لان الاوضاع وصلت على هذا المستوى الى حد كمن يفتش عن ابرة في ” كومة قش” او كمن يحفر الصخر في إبرة.

وفي ختام وصفه للمشهد الذي ستكون عليه المنطقة ومنها لبنان، يرسم المصدر الوزاري صورة قاتمة ، حيث ان كل المعلومات التي يملكها تتقاطع عند نقطة تفيد بان لا امكانية في ظل الظرف الراهن ان ينعم لبنان بالاستقرار السياسي والاقتصادي ، بعد ان اصبح الاستحقاق الرئاسي مرتبطا بشكل وثيق، وان المنفذ الوحيد المتبقي امام لبنان هو نجاح المفاوضات الجارية لمعالجة الملف النووي بين واشنطن وطهران فان تم الاتفاق يكون لبنان وضع على سكة الحلول ، وفي حال بقيت الامور على ما هي عليه اليوم فان لبنان سيبقى على رصيف الانتظار مدة طويلة.

أخبار مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى