“ضباب الدماغ” المرتبط بكورونا طويل الأمد يدوم لسنوات.
كشفت دراسة جديدة أن عوارض ضباب الدماغ الناتج من الإصابة بـكورونا طويل الأمد قد تلاحق المريض لسنوات طويلة.
والحال أن دراسة أجريت على 3 آلاف شخص بينت أن المرضى الذين عانوا من عوارض فيروس “كوفيد-19” لمدة 12 أسبوعاً كانوا الأكثر تأثراً بالمرض الذي انعكس على ذاكرتهم، وتركيزهم، وقدرتهم على التحليل، وسرعة معالجة المعلومات واستيعابها.
واكتشف باحثون من “كينغز كوليج لندن” King’s College London أن تداعيات كوفيد على الوظائف الإدراكية تبقى قابلة للرصد بعد نحو عامين من الإصابة الأولية بالمرض.
وعلقت البروفيسورة كلير ستيفز، وهي أستاذة في علم الشيخوخة والصحة، على الموضوع قائلة: “يُظهر الواقع أنه بعد مرور عامين على إصابتهم الأولى بالعدوى، يشعر البعض أنهم لم يتعافوا الكامل، وتبقى مضاعفات فيروس كورونا طويلة الأمد وتنعكس على حياتهم”.
“بالتالي، لا بد من تكريس جهود إضافية لفهم الأسباب وتحديد السبل للمساعدة”.
كشفت أحدث بيانات “المكتب الوطني للإحصاء” أن نحو 1.9 مليون شخص في المملكة المتحدة – يمثلون نسبة 2.9 في المئة من السكان – قد ذكروا أنهم عانوا من عوارض كورونا طويل الأمد لأكثر من أربعة أسابيع بعد إصابتهم بالعدوى.
ولفت “المكتب الوطني للإحصاء” إلى أن 51 في المئة من الناس [الذين أصيبوا بكوفيد] أبلغوا عن اختبارهم صعوبة في التركيز، وهو العارض الثاني الأكثر شيوعاً بين أعراض كورونا طويل الأمد.
في سياق متصل، افتتحت “هيئة خدمات الصحة الوطنية” البريطانية عيادات لعلاج كورونا طويل الأمد، في مسعى منها للتطرق إلى هذه المشكلة المتزايدة، وقد أحالت نحو 2000 شخص شهرياً إلى هذه العيادات. وأظهرت بيانات يونيو (حزيران) الماضي أن 23 في المئة من هؤلاء الأشخاص انتظروا لأكثر من 14 أسبوعاً قبل حصولهم على موعد معاينة أولية.
وفي وقت سابق من الشهر الجاري، قامت “الجمعية الطبية البريطانية” British Medical Association بنشر استطلاع لآراء الأطباء، كشف أن واحداً من كل خمسة أشخاص يعانون من مضاعفات كورونا طويل الأمد رأى نفسه مرغماً على التوقف عن العمل أو اضطر إلى تقليص ساعات عمله إلى حد كبير.
ودرس الباحثون في “كينغز كوليج” وضع 3 آلاف مريض أصيبوا بفيروس “كوفيد-19” في المملكة المتحدة، فطلبوا منهم إجراء اختبارات إدراكية على امتداد سنتين تقريباً. وأظهرت البيانات [التي جمعوها] أن المرضى الذين تعافوا بشكل سريع أو تام من “كوفيد-19” لم يبلغوا عن أي أعراض إدراكية.
لكن في حالة المرضى الذين عانوا من أعراض “كوفيد-19” لأكثر من 12 أسبوعاً بعد الإصابة، تمكن [الباحثون] من مقارنة تأثير [مضاعفات كوفيد] في قدرتهم على إجراء الاختبار بتأثير زيادة عشر سنوات من العمر.
من جهته، أكد الدكتور ناثان تشيتهام، كبير واضعي الدراسة وعالِم بيانات بارز في “كينغز كوليج لندن” قائلاً: “بالنظر إلى الاستنتاجات [التي توصلنا إليها]، ما زالت انعكاسات كوفيد-19 على وظائف الدماغ، مثل القدرة على استذكار الكلمات والأشكال، ملموسة لدى الأشخاص الذين يعانون من أعراض طويلة الأمد بعد إصابتهم الأولية بالفيروس، وتبقى [هذه الانعكاسات] قابلة للرصد بعد مرور نحو سنتين، بالمعدل، على انتقال العدوى الأساسية إليهم”.
“مع ذلك، لا شك في أن نتائج اختباراتنا، التي تفيد بأن كوفيد لم ينعكس على أداء الأشخاص الذين تعافوا بالكامل، حتى لو عانوا من أعراض استمرت لشهور عدة وأمكن اعتبارها حالات كورونا طويل الأمد، هي بمثابة الخبر الجيد والسار.”