أبرزرأي

صولات وجولات لموفدين مطلع العام..والربيع قد يزهر رئاسياً

حسين زلغوط

خاص: رأي سياسي

أما وقد طويت صفحة التمديد لقائد الجيش، فانه يفترض مع بدايات العام المقبل ان تفتح بزخم كبير صفحة الاستحقاق الرئاسي، سيما وان المهتمين الدوليين بهذا الاستحقاق باتوا يميلون الى التعاطي الجدي مع هذا الاستحقاق في ظل الظروف التي نشأت بعد السابع من تشرين الأول والتداعيات الخطيرة المحتملة على لبنان نتيجة ذلك اذا بقي الفراغ مستوطناً في قصر بعبدا.

ولعل ما قاله نائب رئيس مجلس النواب الياس ابو صعب بعد زيارته بالامس عين التينة من ان موضوع انتخاب رئيس سيكون من الآن وصاعداً الشغل الشاغل لدى الرئيس نبيه بري ، وهو اصبح أولوية الأولويات بالنسبة له ، يشكل دلالة واضحة على ان الداخل بات يتماهى مع الخارج بضرورة وضع حد للشغور الرئاسي الذي طال أمده، وبات ملحاً تغيير قواعد اللعبة السياسية بما يهيء الأرضية الملائمة من التوافق لانتخاب رئيس، من دون ان يعني ان مهمة الموفدين الفرنسي والقطري التي ستتجدد في العام المقبل ستكون مزروعة بالورد والياسمين ، سيما وأن ما يصدر عن بعض الأطراف من مواقف يدّل على انها ما تزال على تصلبها مما يطرح من أفكار حول الملف الرئاسي، وبالتالي فان مشوار الموفدين لن يكون قصيرا وربما يحتاج الى الكثير من الصولات والجولات، خصوصاً وان كلام الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون في حديثه الى تلفزيون “القناة الخامسة” الفرنسية والذي وصف فيه “حزب الله” بأنه “مجموعة ارهابية” قد يعقد مهمة موفده الى بيروت.

والسؤال الذي يطرح هل هناك امكانية للذهاب الى توافقات رئاسية على غرار ما حصل في الجلسة النيابية التي تم التوافق فيها على التمديد لقائد الجيش؟ تنقسم هنا الآراء السياسية، فهناك من يقول بامكانية ذلك من منطلق ان ما حصل جاء نتيجة خوف من الوقوع في فراغ امني وعسكري، وهذا الخوف ينسحب على الملف الرئاسي من منطلق ان استمرار الفراغ مدة أطول سيكون له تداعيات خطيرة على الواقع اللبناني بمجمله، سيما وان هناك استحقاقات خارجية هي في الطريق إلينا تستوجب أن يكون للسلطة السياسية رأس فعلي لمواجهة أي مستجد. لكن في المقابل هناك من لا يرى من أوجه شبه بين الملفين ، ويؤكد استحالة هذا الأمر ، كون ان ما حيك من تفاهمات في جلسة التمديد يصعب إسقاطه على جلسة انتخاب رئيس التي تتطلب توسعة في اطار هذه التوافقات لكي يتأمن النصاب المطلوب وهو الثلثين لانتخاب الرئيس.

وامام هذه المشهدية فإنه يصح القول بأننا ما زلنا أمام حائط سميك من الصعوبات، وأن مهمة الموفدين الدوليين في حال لم تكن تحمل أفكار ومعطيات جديدة فإن نتيجة المساعي ستكون نسخة طبق الأصل عما سبق ، ولذا فإنه يعّول على الموفد الفرنسي جان إيف لودريان أن يحمل في جيبه موقف حاسم من “اللجنة الخماسية” التي بات يتحدث باسمها من شأنه أن يحدث الخرق المطلوب في جدار الأزمة الرئاسية.

وفي تقدير أوساط متابعة أن الرئيس بري الذي سمع خلال الجلسة التي تم فيها التمديد لقائد الجيش ، مطالب نيابية بتكرار محاولة الدعوة الى الحوار حول الرئاسة الأولى ، ربما يجدد محاولته كمرة أخيرة، بعد ان أيقن الجميع بضرورة ان يلاقي الداخل اللبناني الخارج بنوع من التهدئة والانفتاح على الخيارات المطروحة والتي باتت معروفة ومحصورة.

ولم تستبعد الأوساط من خلال الصورة التي جمعت رئيس “تيار المردة” سليمان فرنجية وقائد الجيش جوزاف عون على عشاء عائلي ، ان يكون لها مدلولات رئيسية ، كأن يصار الى جلسة انتخاب ، ويتم التصويت لهما ومن يخسر يبارك للثاني ، وبالتالي نكون قد انجزنا الاستحقاق بروح من الديموقاطية والتوافق، وهذا الأمر قد يتم العمل عليه لتحقيقه في ما لو حصل تليين في المواقف المتعجرفة على هذا الصعيد.

من هنا فان الأوساط السياسية ترى أن الربيع المقبل قد يحمل الينا تباشير انتخاب رئيس ، وفي حال لم يحصل ذلك فاننا سنكون امام مشكل سياسي في البلد ، ربما يفتح الابواب على احتمالات خطيرة على كافة المستويات.

أخبار مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى