صلاةٌ ودعاء..
لأنهُ البلد المنكوب والمنهك بأزماته السياسية والإجتماعية والاقتصادية، ولأنّ معظم مواطنيه وقعوا تحت وطأة الفقر الذي فتك ببيوتهم، رفع الباب فرنسيس في يوم الميلاد صلواته بالدعاء للبنان وشعبه قائلًا، ساعد يا رب لبنان ليتمكنَ من التعافي، لبنان كان على مذبح الفاتيكان يُصلّى له، فيما سياسيوه أقاموا عليه صلاة الميت، مبتسمين دون حزن ومبالاة، فحولوا الرئاسة الأولى إلى جلساتِ لهو ولعب، وتمادوا في اتهام بعضهم البعض، وكل فريق يرمي الخطأ من افعاله على الفريق الاخر.
من كانا اساس التسوية الرئاسية وأول من توافق على الرئاسة عام ٢٠١٦، وفق مبدأ تقسيم الحقائب الوزارية المسيحية عليهما، يرفضان حتّى الان التوافق ولو تحت سُدة بكركي على اسم رئيس جديد للجمهورية،
القوات والتيار الوطني الحر وبعد حرب دامت ست سنوات، لم يتفقا الى الان، بينما يصران على ضرورة ان يكون الرئيس الجديد ذي حيثية شعبية في الوسط المسيحي، وهما بهذه الذريعة يريدان طي ترشيح سليمان فرنجية لهذا الموقع، وبالمقارنة بين الثنائي المسيحي والثنائي الشيعي نجدُ عديد الإختلافات، اولها ان الثنائي الشيعي على وفاقٍ دائمٍ في كافة الملفات السياسية والعسكرية والدولية، بينما ثنائي معراب وميرنا الشالوحي يخوضان في كل اسبوع معركة شتائم تصيبهما سويًا،
حركة أمل وحزب الله نجحا في الإنتخابات النيابية الاخيرة بالفوز ب ٢٧ مقعدًا من اصل ٢٧ لذا استطاعا ان يفرضا رئيسًا لمجلس النواب كون اللعبة الديمقراطية أفرزت اكتساحًا لهم على صعيد البيئة الشيعية، بينما ٣٩ نائبًا من اصلِ ٦٤ لا يعطون الوطني الحر والقوات افضلية تسمية رئيس للجمهورية دون الوقوف على خاطر بقية القوى السياسية، وحتّى مع استبعاد الرئيس سعد رفيق الحريري من السباق النيابي، فشل الطرفانِ في استمالة الشارع السني نحوهما، حتّى انهما لا يمتلكان مونةً على ايٍّ من النواب السنّة الا ما رحم ربي، ورغم كل ما تقدم، الفريقان يرفضان رفضًا قاطعًا الحوار والتوافق ولكلٍّ منهما حججه الخاصة، فالقوات ترى فيه ضربًا للديمقراطية، فيما يصر باسيل على عدم قبول حوار برعاية الرئيس نبيه برّي، والى حين قبول القوات بشخص رئيس الحزب سمير جعجع بفتحِ ابواب الحوار مع باسيل، سيبقى مصير الرئاسة مُعلقًا، اللهم الا اذا استطاع احد الاطراف استمالة واحد منهما لاسم المرشح الابرز على الساحة وهو سليمان فرنجية، او اذا امرت اللعبة الدولية بالتوافق على جوزاف عون حتّى وان كان الامر الى الان يبدو مستبعدًا.
بين هذا وذاك، بقي لبنان اسير الحصار والضائقة الاقتصادية، وبقي الدولار مُحلقًا صوب ال ٥٠ في سابقةٍ قد تشعل مرةً اخرى الشارع اللبناني الذي غفى منذ بداية ٢٠٢٠ ولم يستفق حتّى اليوم، وعليه فإنَّ البلد سيدخل في عام ٢٠٢٣ لعبة الشطرنج، وكلمة الفصل فيها “كش ملك” ستكون إمّا بضبط الإنهيار قليلًا، او الذهاب نحو الخراب الكامل والذي قطع فيه لبنان اشواطًا مهمة!
المصدر: خاص رأي سياسي