أخبار عاجلةأبرزشؤون لبنانية

صفي الدين: المقاومة سدت قبل 40 عاما أبواب الهزائم على الانتصارات

شدد رئيس المجلس التنفيذي في “حزب الله” السيد هاشم صفي الدين في الليلة السادسة من عاشوراء في المجلس المركزي في باحة عاشوراء – السان تيريز، على أن “المقاومة سدت  قبل أربعين عاما أبواب الهزائم وبدأت تفتح ابواب الانتصارات، وهي‏ بثقافتها واصالتها وانتمائها واخلاصها وجهدها وجهادها وتضحياتها وقفت سدا منعا بوجه سياسة الفتك والفتن والانهاك والتغريب لامتنا”.
 
وقال: “‏مع المقاومة عاد الناس الى دين الله افواجا، وعاد الاعتبار الى قيم الايمان والى ثقافة الامان. عدنا الى المساجد، وعدنا الى كل قيمنا وكل ثقافتنا الاصيلة. أدركنا ان الحياة ‏الحقيقية هي الحياة التي دعانا اليها ‏رسول الله، وسلكنا هذا الطريق وهذا الدرب على مدى ‏اربعين عاما. نعم المقاومة شقت طريقا ‏للخلاص من هيمنة المستكبرين، شقت هذا الطريق لابناء ‏بلدنا، وشقت لابناء امتنا الذي اصبح اسمه ‏اليوم محور المقاومة الممتد من فلسطين الى اليمن وان شاء الله ياتي ما هو أكبر وأعظم”.
 
أضاف: “السياسات التي اتبعها بنو أمية مع المسلمين، هي نفسها السياسات التي تتبعها الولايات المتحدة ‏الاميركية والكيان الصهيوني اليوم لكن بثوب جديد. القائم على رأس السياسات ‏الطاغية والظالمة ‏في العالم اليوم، هي الولايات المتحدة الاميركية، والكل يعلم ان اسرائيل بكل ما تمتلكه من سلاح ‏‏وامكانات وخبرات عسكرية وأجهزة أمنية وتقنيات ان لم ‏تكن محمية من اميركا فهي ليست ‏بحاجة الى كل محور المقاومة، ويكفي جزء من محور المقاومة. أميركا التي استهدفت ‏كل العالم استهدفتنا ايضا واستهدفت بلدنا واستهدفت قيمنا من اجل النيل ‏منا، لكنها لم توفق ولن توفق ‏باذن الله تعالى”.

وتابع: “استخدمت اميركا في حربها على العالم سياسات عدة. هناك سياسات عمرها 70 و80 عاما ‏‏وهناك سياسات عمرها 70 عاما. أميركا عملت على أمركة العالم وفرض الهيمنة والاحادية ‏القطبية ‏على العالم، وعملوا على افراغ كل احقادهم واستخدموا كل أموال الدنيا وسلاح القتل ‏لفرض هيمنتهم، ‏والكل يعلم ان أميركا من دون القنبلة النووية لم تكن لها هذه المكانة في العالم، ‏والعجيب الان ان أميركا ‏هي الحريصة ان لا يكون هناك سلاح نووي وهي الدولة الوحيدة التي ‏استخدمت السلاح النووي ‏وقتلت مئات الالاف”.‏
 
وقال: “ثانيا، فرض النمط الاقتصادي الذي يخدم مصلحتها وهو الرأسمالية المتوحشة. أميركا تريد ان ‏تفرض ‏على العالم نمطا اقتصاديا اوحدا، ولا تقبل بالتعددية في الانماط الاقتصادية، وتتحكم بكل ‏‏العالم وتريد ان تتحكم بمصائر الشعوب كلها.‏ وثالثا، فرض مفاهيم براقة متل الديمقراطية، والناس يقولون عن الديمقراطية شيء جميل، ارادة ‏‏الشعوب، حقوق الانسان، حقوق المرأة، وغير ذلك من عناوين في الواقع هي شعارات ‏للاستخدام ‏والاستهلاك، لان أميركا لا تطبق ايا من هذه الشعارات، لا في اي دولة تدعمها على ‏مستوى ‏منطقتنا في الحد الادنى، وليس مصادفة ان الدول التي تدعمها أميركا في منطقتنا هي دول ‏‏ديكتاتورية، هي دول غاصبة، هي دول ملكية، هي دول مستبدة، هذا ليس بالصدفة لان أميركا لا ‏تريد ان ‏تحتكم لارادة الشعوب، وكل هذه الشعارات المزيفة يستعملوها خدمة للمصالح الامريكية. ‏صحيح ان الديمقراطية ‏جيدة عند أميركا لكن الانتخابات في ايران بنظر أميركا  ليست ‏ديموقراطية  جيدة، واذا في فنزويلا ‏هناك انتخابات لا تكون ديمقراطية جيدة، واذا في لبنان ‏توجد انتخابات ولم تعجبهم النتائج لا تكون ‏الديمقراطية جيدة؟”
 
أضاف: “هنا الخطير، فرض نمط ثقافي موحد، وإجبار الشعوب والدول على تبني نمطهم وإلغاء ‏‏الخصوصيات الدينية والفردية والاجتماعية والتاريخية والقومية. ماذا يعني النمط الاميركي الذي ‏‏يقاتلون اليوم من اجله؟ المطلوب ان تفكر الشعوب كلها على الطريقة الاميركية، تلبس على ‏الطريقة ‏الاميركية، تأكل على الطريقة الاميركية. ليتهم يقولون لك اختار اما هذه واما تلك، ابدا ‏غير مسموح، واذا ‏لا تفعل ما يريدون تلحق بك العقوبات والحصار وكل هذه المفاهيم التي ‏استحدثوها. خامسا: المياعة الثقافية او الميوعة الثقافية، كما تحدثنا عن يزيد ليس هناك اخلاق وقيم وحق ‏وباطل، ‏وهل عند أميركا حق و باطل؟ حتى على المستوى الثقافي انظروا ماذا يدرسون في ‏الجامعات، ‏ودراساتهم ومناهجهم كلها قائمة على سياسات نفعية مصلحية فردية تدور كلها في ‏‏فلك النمط الليبرالي الرأسمالي المتوحش. وكل من عارضهم يصبح ‏باطلا. ماذا تعني الميوعة الثقافية؟ اي أن يصبح الناس لا يقولون ان هناك حقا أو باطلا، ممنوع أن ‏تفكر، هذه أميركا! أميركا المسيطرة ‏على العالم، أميركا النمط والنموذج، بتعبير اخر “ياكلون ‏راس العالم”، لماذا؟ لانهم يتحكمون بمصائر الناس، ‏ويصدرون لنا جيوشا من المثقفين والنخب ‏الذين قاموا بغسل أدمغتهم ليس لأن الأفكار الأميركية ‏قوية، بل لأن المال الاميركي هو المتسلط ‏من خلال مواقع امريكية مالية كبرى منتشرة في ‏العالم، مواقع نفوذ، مثل: البنك الدولي، صندوق ‏النقد الدولي، اتحادات دولية وأوروبية وأمم متحدة ومشاكل”.
 
وتابع: “هؤلاء جاؤوا بقسم منهم الى لبنان، والانكى من ذلك يأتون بهم ويعملون بهم ثورات، انظروا ‏الى ‏الميوعة الثقافية أميركا صارت تحكي بالثورة، في يوم من الايام أميركا دعمت الثورة في مصر ‏‏ودعمت الثورة في تونس ودعمت الثورة في سوريا. وأنشأت ثورة في لبنان، فكيف ‏ستكون هذه الثورات اذا ‏كانت تخرج من الثقافة الاميركية؟ وقد تبين ان الثورات الملونة على ‏الطريق الاميركية هي ثورات ‏الطبقة الراقية التي لا تشبه لا الفقراء ولا المستضعفين ولا ‏المعوزين ولا المساكين ولا المحتاجين، ‏واذا وجدنا انهم وصلوا الى ازمات حين يحققون بعض ‏المطالب الجزئية والتي يدعون انهم قادة ‏ثورات ملونة لا يعرفون التكلم مثل الناس، كلامهم، ‏منطقهم، لا يشبه الناس. يريدون فرض هذه الميوعة الثقافية ‏على العالم”.
 ‏
وقال: “سادسا، تحطيم المقدس التاريخي تحت عناوين الحداثة. ماذا يعني حداثة -الحداثة هي التي تفرض ‏‏نفسها، ليس هناك مقدس، ليس هناك شيء مقدس، القدس ماذا تريدون بها، وترون بعض ‏المعتوهين، ‏بعض الدول الخليجية او العربية ماذا يعني القدس او الاقصى؟ من قال لكم انهم ‏مقدسيون؟ هذه ثقافة ‏تحطيم المقدس. الاقصى ليس مقدسا. التطبيع لا يمس بالمقدسات! التطبيع ‏شيء عادي! العمالة أمر عادي، ضرب كل هذه المفاهيم وتحطيمها حتى تصبح القلوب والعقول ‏والعادات والتقاليد خالية ‏من الحمية والغيرة وخالية من تبني القضايا المحقة، في بلدنا وفي ‏منطقتنا، لا يوجد قضية أسمها فلسطين، ‏لا يوجد قضية أسمها القدس او المقاومة، يعلمون الناس ‏أن هناك من يضحك عليكم، لا يوجد شيء هكذا، ‏كل هذه مفاهيم تاريخية بائدة، تعالوا الى ‏الامركة والى الديمقراطية الاميركية”.
 
أضاف صفي الدين: “سابعا، واخيرا تكريس قيم ‏ظالمة ومفاهيم ظالمة على كل العالم، يقولون لك مؤسسات، ‏عقوبات، من أعطى اميركا هذا الحق؟ يوجد ‏شيء اليوم في العالم أسمه عقوبات، سياسي يخاف ‏من العقوبات، إقتصادي يخاف من العقوبات، صاحب ‏مصالح يخاف من العقوبات، يعاقبون ‏الدول والشخصيات والمؤسسات، كل من يعارضهم لائحة العقوبات ‏موجودة. أنا عندما كنت أقرأ ‏أحيانا بعض لوائح العقوبات أتعجب، ماذا يفعل هؤلاء؟ كيف يتهمون؟ ‏وكيف يقولون فلانا أو ‏جهة أو حزبا او دولة أو رئيس أو زعيم على لائحة العقوبات، كله كلام في كلام ‏فارغ، لا يوجد ‏أدلة، عقوبات، مافيات، دول مارقة، عصابات، خارج القانون الدولي، المجتمع الدولي، ‏‏إختراعات إخترعوها على العالم ومن يجرؤ على المعارضة؟ والذي يعارض الويل والثبور له، ‏النتيجة ‏التي وصلنا إليها ووصلت إليها أميركا، أميركا اليوم أيها الإخوة والاخوات هي أسوأ ‏طغيان شهدته ‏البشرية منذ آدم الى يومنا هذا”.
 
وتابع: “روسيا لأنها ‏تدافع عن نفسها كما ذكر الرئيس الروسي قامت الدينا، جيشوا الغرب وإمكانات ‏العالم، واليوم الغذاء ‏العالمي في خطر وكل الكلام عن مستقبل العالم أصبح في مكان جديد. نتيجة ‏هذه الغطرسة الأميركية، ‏يريدون ان يتحكموا بروسيا والصين وما فعلته رئيسة مجلس النواب ‏الاميركي في تايوان هو تحد ‏صارخ لموضوع حساس جدا عند الشعب الصيني، وهو تحد للتاريخ ‏وللثقافة وللخصوصية الصينية، ‏هذه هي أميركا التي لا تترك دولة ولا شعبا، لذا اميركا أوجدت ‏أنظمة ومؤسسات دولية ومجتمعات ‏وجمعيات وشخصيات سياسية وفكرية وإجتماعية وجامعات ‏تستخدمهم لتنفيذ هذا المشروع، وكل ساعة ‏تغير، ترون أميركا بأنها تبدل كثيرا، يقولون إن ‏أميركا لديها برغماتية في السياسة، ليس فقط لأن عقلهم ‏برغماتي، بل لأنهم ليس لديهم مشكلة إذا ‏لم يعجبهم هذا أن يستبعدوه، ولديهم بديل أول وثان وثالث”.
 
وقال: “الكثير من المشاريع الاميركية ‏هزمناها في لبنان، ‏ونهزمها إن شاء الله في المنطقة، ويجب علينا وعلى كل الشعوب المقاومة ان نستمر في هذا ‏‏النهج وفي هذا الخيار حتى هزيمة أميركا في لبنان وفلسطين، لتعود لنا القدس وفلسطين، وتعود ‏المنطقة ‏لأبنائها، وتعود ثروات المنطقة لابنائها. وظيفتنا اليوم بعد ‏‏40 عاما ومع تجديد العهد والولاء لسيد ‏الشهداء أبي عبدالله الحسين سلام الله عليه، وظيفتنا ‏بشكل سريع أن نعرف أولا أن النمط الاميركي الثقافي ‏والاقتصادي والاجتماعي والسياسي هو ‏نمط معاد لشعوبنا وقضايانا وتاريخنا وهويتنا، نعم أميركا ‏عدوة، ثقافة اميركا عدوة، نمط ‏أميركا عدو، نحن لا نحبه ولا نريده، ونعتبره في موقع العداء. كفى هجوما ‏علينا وعلى ثقافتنا، الذي لديه شيء ‏منا، فلينتقدنا، نحن لسنا لدينا مشكلة، نحن ننتقد ونهجم ‏ونفضح، لأن ثقافة أميركا هي ثقافة متوحشة، ‏الثقافة التي تبرر المجازر بحق الشعب الفلسطيني ‏وبحق الشعب اللبناني وفي مثل هذه الأيام في قانا، قانا ‏الاولى والثانية، الثقافة التي تبرر قتل ‏الاطفال في اليمن وتبرر إرتكاب المجازر في كل دول العالم”.
 
وختم: “أثبتت مقاومتنا تفوقها بالثقافة والفكر وإحترام المرأة ‏ومكانتها، وليس الضحك على النساء بالتمييع، لهذا كله لم يتمكن ‏الاميركي اليوم من إذلالنا ‏وإخضاعنا، كل ذلك لأن مقاوتنا عقائدية وأخلاقية و‏وطنية ولأنها ‏مقاومة حسينية، لهذا نعرف جيدا ما معنى أن كل ما لدينا من عاشوراء، لأن عاشوراء اعطتنا ‏كل هذا العز، ولان عاشوراء هي في العقيدة والصميم والقلب والعقل والوجدان و‏الثقافة. عاشوراء هي النموذج لشهدائنا وعوائل شهدائنا، لجرحانا ‏وتضحياتهم”.

أخبار مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى