“صفقة رهائن” تلوح في الأفق… وتحذير من تحوّل مستشفيات غزة إلى مشارح!
واصلت عمليات القصف المكثّف والمعارك العنيفة في محيط مستشفيات غزة في اليوم الـ37 للحرب بين الجيش الإسرائيلي الذي يتقدّم داخل مدينة غزة وحركة «حماس»، ما يُهدّد حياة آلاف الفلسطينيين، بينهم رضّع، العالقين داخل مرافق صحية بات وضعها «كارثياً» وتلفظ أنفاسها الأخيرة، في وقت بدأت فيه جامعة الدول العربية تحرّكات لوضع القرارات الصادرة عن القمّة العربية – الإسلامية غير العادية التي استضافتها العاصمة السعودية الرياض السبت، موضع التطبيق.
ومع ارتفاع عدّاد القتلى إلى 11 ألفاً و180 فلسطينيّاً، بينهم 4609 أطفال و3100 امرأة، فضلاً عن إصابة 28 ألفاً و200 شخص، وفق أرقام حكومة «حماس»، كشف مسؤول أميركي لشبكة «أن بي سي» أن هناك صفقة محتملة لتبادل الرهائن والأسرى بين «حماس» وإسرائيل، موضحاً أن الصفقة التي تُناقَش تشمل إطلاق سراح نحو 80 امرأة وطفلاً لدى الحركة مقابل الأسيرات لدى إسرائيل.
وفي السياق عينه، أشار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال مقابلة مع الشبكة ذاتها إلى احتمال التوصّل إلى اتفاق للإفراج عن رهائن تحتجزهم «حماس»، بفضل «الضغوط» العسكرية الإسرائيلية، بينما أفاد مسؤول فلسطيني مطّلع على مفاوضات تبادل الأسرى وكالة «رويترز» بأنّ «حماس» علّقت المفاوضات بسبب ما تقوم به إسرائيل تجاه مجمّع الشفاء الطبي في مدينة غزة.
وسُئل نتنياهو عن قضية المستشفيات في غزة، الواقعة في مرمى النيران مع احتدام القتال، خصوصاً مستشفى الشفاء حيث الآلاف من المرضى والنازحين، وقال خلال مقابلة أخرى مع قناة «سي أن أن»: «لا سبب يمنع إخراج المرضى من هناك»، مضيفاً: «إنّنا نُساعدهم عبر إنشاء ممرّات آمنة… لقد حدّدنا طرقاً تؤدّي إلى منطقة آمنة إلى الجنوب من مدينة غزة». وأكد إجلاء حوالى 100 مريض من مستشفى الشفاء.
في الأثناء، التقى وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت أهالي الرهائن في غزة، وقال لهم: «ملتزمون بإعادة أحبّائكم سواء من خلال نشاط عملياتي أو من خلال صفقة»، مؤكداً أنه «لا جدول زمنيّاً للحرب»، وأن «الجيش سيستمرّ حتّى إعادة الأسرى»، فيما أبدى مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان عبر شبكة «سي بي أس» معارضة الولايات المتحدة للمعارك في المستشفيات.
وندّد الاتحاد الأوروبي باستخدام حماس «المستشفيات والمدنيين دروعاً بشرية»، مع دعوته إسرائيل إلى «أكبر قدر من ضبط النفس» بهدف حماية المدنيين. وقال مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل في بيان إنّ «الاتحاد الأوروبي يُبدي قلقه الشديد حيال تدهور الأزمة الإنسانية في غزة»، في وقت أعلن فيه وكيل وزارة الصحة التابعة لـ»حماس» يوسف أبو الريش أن إسرائيل دمّرت «بالكامل مبنى قسم القلب في مستشفى الشفاء».
لكنّ المتحدّث باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هغاري، قال: «انتشرت معلومات كاذبة أننا نُطوّق مستشفى الشفاء ونقصفه. هذه تقارير كاذبة»، بينما حذّرت منظمة «أطباء بلا حدود» من أنّه «في حال لم نوقف سفك الدماء فوراً عبر وقف إطلاق النار أو الحدّ الأدنى من إجلاء المرضى، ستُصبح هذه المستشفيات مشارح». بالتوازي، كشف مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) أن 20 من أصل المستشفيات الـ36 في غزة باتت «خارج الخدمة».
دوليّاً، رفض المستشار الألماني أولاف شولتز وقفاً فوريّاً لإطلاق النار في القطاع، ودعا في المقابل إلى إرساء «هدنات إنسانية»، بينما دعا الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى الضغط على الولايات المتحدة لحملها على وقف الهجوم الإسرائيلي على غزة. بالتوازي، رأى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غويتيريش أن الولايات المتحدة لديها قدرة ومسؤولية خاصة للمساهمة في كيفية إدارة غزة.