صدى المجتمع

صرخة المدارس!

     معضلة الأقساط المدرسية, صرخة موجعة تتكرر كل عام بلا جدوى, ويبقى الأهل والطلاب ضحية الوضع الإقتصادي المتدهور والمتأزم أكثر فأكثر. ولكن ما يختلف هذا العام هو أن الصرخة شملت إدارات المدارس والمعلمين لأن الجميع يرزحون تحت الأزمات الإقتصادية التي تثقل بكاهلها على الحياة ككل. والمضحك المبكي أن الخيار هو بين التعليم واللاتعليم, فالمدارس الرسمية شبه معطلة ولا خيار سوى المدرسة الخاصة لتلقي تعليم متواصل وجديّ.

 كما تؤثر الإشكاليات والأزمات المتتالية على الوطن والمواطن ككل وترمي أثقالها بالأخص على الوضع التربوي الذي اصبح بخطر، كأزمات المصارف، والنازحيين وغيرها من التي تطالعنا كل يوم.   

والسؤال المطروح في هذا المجال،ما هي الخطط التي وضعتها الدولة والمعنيين لإنقاذ ما تبقى من القطاع التربوي لا سيما كونه مدماكًا اساسيا للبنان وسمعته في الخارج، فبالرغم من الظروف كافة التي مر بها لبنان من حروب وويلات بقيت الشهادة اللبنانية من اهم الشهادات في الدول العربية والاجنبية باعتراف الجميع.

  أمام هذه الأزمة قمنا بزيارة عدد من المدارس الخاصة والرسمية لإستشراف الوضع، فتجاوب معنا البعض وحمل المسؤولية للدولة بكل مكونتها فيما البعض الآخر إكتفى بالقول: الله يكون معكم ومعنا. الدكتور علي ابو اسبر وهو صاحب ومدير مدرسة “الاسنغ  سكول” قال: ينحصر همي وهم جميع القييمن على المدرسة بالمثابرة والمحافظة على المستوى لتقديم الافضل للطلاب دون التأثر بالوضع العام ولا أضع الربح المادي كهدف نصب أعيني كما يفعل البعض  لأن المعلم يبقى رسولا وأنا وهبت حياتي لهذه الرسالة ويجب أن أحافظ على المستوى العلمي الذي كنا نعتز ونفتخر به. كما أكد بو إسبر أنه رغم حصوله على شهادة دكتوراه من احد جامعات المانيا مما يخوله جني الكثير من المال من خلال التعليم هناك فقد فضل بناء مدرسة في وطنه الام ليكمل حلمه. أما  بالنسبة للأقساط فقد وضع خطة لتأمين معاشات المعلمين والمعلمات ومستلزمات المدرسة، وهي تبدا من 300 دولار حتى 1000 دولار للصفوف الثانوية مع الإصرار على المحافظة على جميع الطلاب المتفوقين حتى لو إضطر للدفع من جيبه الخاص للمحافظة على النتائج الباهرة التي حققتها مدرسته في جميع الشهادات على مستوى الوطن اجمع. كما أشار بو إسبر أنه والكادر التعليمي والطلاب كانوا ضد الغاء اي شهادة لانها تؤثر سلبا على المدرسة والطلاب الذين أصيبوا بالحزن والاحباط العام الماضي فعملت المدرسة على رفع معنوياتهم. فالمسؤولية كبيرة على الدولة والوزارة لاستعادة هذا القطاع الاول في لبنان واردف لنا قائلا نود ان تحل ازمة المصارف والبنوك لكي تحل ازمتنا المادية لان لدينا اموال لا نسستطيع التصرف بها لتطوير خططنا التربوية ودعم طلابنا.

ومن الاهل الذين التقيناهم  بشير وهو رب عائلة مكونة من ولدين، قال: ان الوضع كارثي رغم أنني أعمل دوامين وزوجتي تعمل ايضا وراتبينا لا يكفيان لإيجار ومصروف البيت، لأن الغلاء فاحش والأسعار مرتفعة جدا. كما أكد أنه يفضل تعليم اولاده في مدرسة رسمية لان مستوى التعليم في بعض المدارس الرسمية افضل بكثير من الخاص، خصوصا البعض ممنن يستخدمون مدارسهم للربح والتجارة.

 اما بالنسبة الى امين وهو ايضا أبّ لثلاثة اولاد فقال: اريد ان اكون لاجئ في بلدي لان اللاجئ يحصل على كتب وقرطاسية وشنط وغيرها إضافة إلى النقل مجانا. أزمتنا كبيرة وغير سهلة لذلك لا نعرف ماذا يخبئ لنا الغد.

اما في ما يتعلق بالمعلمات والمعلمين فهنا تكمن الكارثة فبعض المدارس الخاصة تستغل الوضع الاقتصادي والمادي وتستغلهم بشبه راتب دون أن يجدوا من يحمي حقوقهم.

 لذلك نتمنى ان تنتهي هذه الازمة باسرع وقت ممكن ونسترجع ايامنا التي كان فيها التعليم رسالة تضيء طريق الاخرين ونعود قدوة للتعليم في العالم العربي والاجنبي.

سمير المصري

رأي سياسي

أخبار مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى