صراعات نيابية لا متناهية

يواصل عمال الإنقاذ انتشال الضحايا من تحت الأنقاض جراء الزلزال القوي الذي أودى بحياة أكثر من 28 ألف شخص وشرد الملايين في تركيا وسوريا. وفي حين يتم تنظيم المساعدات الدولية بسرعة لدعم تركيا، فإن الوضع أكثر تعقيدا بالنسبة لسوريا. في هذه المنطقة التي يسيطر عليها “متمردون”، يواجه عمال الإنقاذ غير المجهزين صعوبات إضافة إلى ترك الآلاف من الناس بلا مأوى مع حلول البرد، فيضطر الكثيرون إلى اللجوء للشاحنات أو الأماكن الفارغة.
سياسيا، أدى الزلزال إلى زيادة الضغط على الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بعد ثلاثة أشهر من الانتخابات الرئاسية والتشريعية التي كانت تتشكل بالفعل قبل الكارثة.
محليا، يواجه لبنان أزمة اقتصادية وعدم استقرار سياسي. ما أدى إلى تضخم جامح، وانخفاض في قيمة العملة، ومشاكل مصرفية. ينحدر السكان في حالة فقر عام إذ بات يعيش 82٪ من السكان تحت خط الفقر، وفقا لتقرير نشرته الأمم المتحدة.
في هذا السياق تناقش روسيا التفاصيل الفنية مع لبنان لتزويده بالقمح والوقود، بحسب تصريح السفير الروسي. وفي أعقاب طلب المساعدة من السلطات اللبنانية، قررت روسيا إرسال القمح والمنتجات البترولية كمساعدات إنسانية.
أما نظام التعليم اللبناني يحتضر مع دخوله الأسبوع الخامس على التوالي، والرعاية الصحية والأدوية المخصصة شبه معدومة و”مكانك راوح”، وتبقى الجلسات التشريعية حبرا على ورق.
نيابيا، إن توجيه رئيس مجلس النواب نبيه بري دعوة إلى هيئة مكتب المجلس للإنعقاد غدا، لتحديد جدول أعمال الجلسة التشريعية التي لم يحدد موعدها بعد، أثار التيار الوطني الحر مشكلة دستورية لهذه الجلسة، متمسكين بمبدأ “مجلس النواب هيئة ناخبة لا هيئة تشريعية”. هذا ما أكده البطريرك بشارة بطرس الراعي بالقرائن الدستورية معتبرا أن “الأساس أن يلتئم مجلس النواب وينتخب رئيسا بموجب المادة 49 من الدستور. إن عدم إلتئامه والتمادي في الشغور لا يبرر مخالفة المادتين 74 و75 منه اللتين تعلنان “المجلس النيابي هيئة إنتخابية لا تشريعية”. إن مخالفتهما تنسحب على مخالفة المادة 57 المختصة بصلاحية رئيس الجمهورية، وتقضي على مبدأ فصل السلطات الذي تقره مقدمة الدستور.”ويختم الراعي “إننا نعول على حكمة دولة رئيس مجلس النواب للمحافظة على وحدة المجلس.”