صدام روسي – غربي حول خطة التخلص التدرجي من الوقود الأحفوري.
حذرت روسيا من أنها ستعارض التوصل إلى اتفاق عالمي للحد من استخدام الوقود الأحفوري، في الوقت الذي تهدد فيه التوترات مع القوى الغربية في أعقاب هجوم موسكو على أوكرانيا بإخراج قمة الأمم المتحدة للمناخ هذا العام عن مسارها كما تقول صحيفة “فايننشال تايمز”.
وتعد الولايات المتحدة والدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي من بين مجموعة كبيرة من الدول التي تدعو إلى وضع جدول زمني للتخلص التدرجي من استخدام الوقود الأحفوري قبل قمة المناخ “COP28” المقرر انعقادها نهاية نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل في دبي.
ومع ذلك قالت روسيا في تقريرها المقدم إلى هيئة المناخ التابعة للأمم المتحدة “نعارض أي أحكام أو نتائج تميز بطريقة أو بأخرى أو تدعو إلى التخلص التدرجي من أي مصدر محدد للطاقة أو نوع الوقود الأحفوري”.
الموقف الروسي المتشدد
ويتناقض موقف موسكو بشكل صارخ مع الموقف الذي تبنته الولايات المتحدة، إذ تقول الأخيرة إن الانبعاثات بلا هوادة من الوقود الأحفوري تحتاج إلى خفض سريع لتحقيق نظام طاقة صفري بحلول منتصف القرن.
ولا تزال روسيا ثالث أكبر منتج للنفط الخام على رغم القيود المفروضة على إنتاجها بعد هجومها على أوكرانيا، وفقاً لإدارة معلومات الطاقة ومقرها الولايات المتحدة.
في غضون ذلك تطرح أكثر من 180 دولة وهيئة عالمية وجهات نظرها في وقت تستعد فيه لإجراء مفاوضات صعبة قبل انعقاد مؤتمر الأمم المتحدة “COP28″، إذ جمعت الأمم المتحدة الإسهامات في تقرير نشر أول من أمس الأربعاء، إذ سينظر مؤتمر الأطراف الـ28 في الإجراءات التي اتخذتها البلدان منذ اتفاق باريس لعام 2015 وما لا يزال يتعين القيام به لمعالجة ظاهرة الاحتباس الحراري.
وأيدت أكثر من 80 دولة مقترحاً في مؤتمر الأمم المتحدة COP27″ ” في مصر العام الماضي للتخلص التدرجي من الوقود الأحفوري، الذي يعد إلى حد بعيد أكبر مساهم في تغير المناخ، إذ يمثل نحو ثلاثة أرباع انبعاثات الغازات الدفيئة.
وبموجب اتفاق باريس وافقت الدول على الحد من ارتفاع درجات الحرارة العالمية إلى أقل بكثير من درجتين مئويتين، ومن الناحية المثالية 1.5 درجة مئوية فوق مستويات ما قبل الصناعة.
ولتحقيق ذلك يقول علماء من الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ التابعة للأمم المتحدة إن انبعاثات الغازات الدفيئة يجب أن تنخفض بنسبة 43 في المئة بحلول عام 2030 مقارنة بعام 2019.
صراع بين الدول الغنية والنامية
في تلك الأثناء كشف تقرير الأمم المتحدة عن صراع ناشئ بين الدول الغنية والدول النامية، إذ قال مسؤول المناخ في الأمم المتحدة سايمون ستيل لصحيفة “فايننشال تايمز” إن “هناك اختلافاً بين الدول حول من يتحمل العبء الأكبر في ما يتعلق بالعمل للحد من ارتفاع درجات الحرارة”، مضيفاً أن “العالم خرج عن المسار الصحيح لتحقيق أهداف اتفاق باريس”.
وقال التقرير إن “بعض الدول تفتقر إلى الطموح بشكل كبير وبدأت بعض البلدان تتراجع بالفعل عن تحقيق هذه الأهداف”، مضيفاً “في الشهر الماضي أعلن رئيس وزراء المملكة المتحدة ريشي سوناك سلسلة من المنعطفات في شأن أهداف صفر انبعاثات للبلاد”.
وكشفت الأمم المتحدة الشهر الماضي عن أن العالم يجب أن يتخذ إجراءات عاجلة لتجنب ارتفاع درجات الحرارة بما يصل إلى 2.6 درجة مئوية بحلول عام 2100.
من جانبه قال وزير سياسة المناخ العالمي الدنماركي دان يورغنسن “يتعين على الدول الاتفاق على تسوية واسعة في شأن مجموعة من المواضيع في مؤتمر الأطراف الـ28، بما في ذلك كيفية التخفيف من آثار تغير المناخ، وكيفية تكيف الاقتصادات مع تأثير ظاهرة الاحتباس الحراري وكيفية تمويل التحول الأخضر”.
وأضاف “هناك زخم أن يكون مؤتمر الأطراف في نوفمبر المقبل هو الأكثر أهمية منذ مؤتمر باريس”، قائلاً “علينا أن نتطلع إلى الأمام”، متسائلاً: “ماذا علينا أن نفعل الآن لسد هذه الفجوات؟”.