شيخ العقل: البلاد في حالة فراغ ويجب تكوين أسس الدولة وتطبيق الدستور أولًا
أكد شيخ العقل لطائفة الموّحدين الدروز سامي ابي المنى على “ضرورة انهاء الفراغ الرئاسي بأسرع وقت ممكن وإعادة تكوين مقوّمات وأسس الدولة بدءا من رئاسة الجمهورية والحكومة ومجلسي القضاء الاعلى والعسكري وباقي المؤسسات التي تحتاج الى الاصلاح المطلوب لكي يبقى لنا وطن نحافظ عليه ودولة نركن اليها، وعدم تحويل الشارع الى فوضى من شأنها ان تضعف الدولة وتُرهق المؤسسات، ونحن من مواقعنا المتعددة ندق ناقوس الخطر لاجل تحقيق الاصلاح المنشود وعدم هدم هذه الأسس وليتحمل كل شخص مسؤولية ما يجب القيام به”.
وفي حديث تلفزيوني عبر قناة تيلي لوميار- نورسات في برنامج “لا تخف” مع الخوري شربل الخوري، لفت الى ان “دولتنا تحتضر ووطننا يحتاج الى احتضان عربي ودولي وصدق في المعاملة والالتزامات، اذ من غير الممكن قيام وطن وتبقى ساحاته مسرحا للتجاذبات المختلفة”، معتبرا ان “هناك نظام ودستور علينا احترامهما وتطبيق بنودهما اولا، قبل الذهاب الى مؤتمر تأسيسي او غير ذلك، فالطائف موجود وعلينا تطبيقه. نحتاج ايضا الى فكر متطوّر ومتجدد يقوم ببناء الوطن ونهضته وتطبيق قوانينه وحفظ تنوعه وعيشه الواحد والمشترك، الى جانب الحفاظ على المؤسسات، وتحاشي الفوضى والفراغ وهذا ما نخشاه ونحذّر منه”.
وشدد أبي المنى على ان “الوطن يقوىَ بنا جميعا ولا ضير بان تكون ثمة طائفة قوية برجالاتها وقياداتها طالما ليست على حساب الوطن وعناصر مقوّماته، او فكر إلغائي يصبح مقدمة لالغاء الوطن بأسره. فالعلاقة بين اللبنانيين وحقوق الطوائف لبعضها تقوم على الاحترام وحقّ الدولة برعاية الجميع، والتنوع عندنا هو نعمة لكنه يحتاج الى ادارة وفهم للاخر واحترامه على حقيقته، من خلال الشراكة والاعتدال ليبقى الانسان هو الغاية والدين هو السبيل الى تحقيق الغاية الانسانية بالمحبة والاخلاص لله سبحانه وتعالى. فالتطرّف لا يمكن ان يبني بلدا، بل علينا توسيع مساحات التلاقي من خلال القيم الايمانية والانسانية والاخلاقية والاجتماعية والتربوية المشتركة، خصوصا واننا نواجه اليوم خطر بعض الافكارالمستوردة التي تطالب بحقوق شريحة معينة، هي بعيدة عن قيّمنا وتقاليدنا وادياننا في ظل تحلل أسري صعب، وهناك سعي لإقامة مؤتمر روحي يستهدف حماية الاسرة، لكن كل ذلك يحتاج الى جهد كبير”.
من جهة اخرى، علّق أبي المنى على ما حصل اخيرا من توقيفات وغيرها، معتبرا ان “الحرية حق مقدس لكن يجب ان تبقى مقيّدة بضوابط ومحكومة بوعي، منعا لفوضى قد يستغلها البعض لا سيما واننا نعيش في ظل بلاد ودولة ومؤسسات في حالة فراغ وعجز وقضاء معطل. استغربنا التعديّات والتوقيفاتالتي حصلت لأناس يطالبون باسم اهالي ضحايا انفجار المرفأ بمعرفة وكشف الحقيقة، لكن الامور يجب ان تعالج بحكمة وتبصّر بواقع حالنا الصعب”.
وتطرق الى “حقوق المودعين ومسؤوليتهم على الدولة، والقطاعات العامة والتعليم حيث الحاجة الى انصاف الموظفين والعمال والمدرسين”، مؤكدا على “دور مشيخة العقل والمجلس المذهبي في السعي الى تخفيف المعاناة عن المواطنين، من خلال بعض البرامج ومنها “سند” وضرورة دعمه، لكي يحقق اهدافه الاجتماعية والانسانية والصحية خصوصا من قبل المغتربين، وفي اهمية صون المؤسسات لا سيما الصحية منها في الجبل وفي مقدمتها مستشفى عين وزين، بعيدا من محاولات التشويش على الدور الهام الذي قامت وتقوم به، ابّان جائحة كورونا وحتى اليوم والجهد الكبير للاستاذ وليد جنبلاط في دعم استمرارها، مع التأكيد على ضرورة معالجة الأخطاء إذا وُجدت من منطلق اداري ومؤسساتي”.
وفي سياق آخر، التقى ابي المنى وفدا من عائلة الراحل العميد رجا حرب تقدمه نجله مستشار رئيس كتلة اللقاء الديموقراطي النائب تيمور جنبلاط حسام وجاد واسامة حرب، لشكر سماحته على المشاركة والمواساة والقاء شهادة معبّرة يوم تشييعه في بلدة غريفة الشوف. وحضر اللقاء قاضي المذهب الدرزي الشيخ غاندي مكارم.
وعقد اجتماعات عمل مع معتمد مشيخة العقل في ريتشموند-فرجينيا السيد وليد دانيل واللجنتين الاجتماعية والقانونية في المجلس المذهبي.
وكان الشيخ ابي المنى استقبل في دارته في شانيه العقيد نديم العاكوم ووفدا من عائلة قانصو في المختارة، ثم السادة: معن حمدان وزياد دلال وهيثم صعب.