شكراً حضرة صاحب السمو

كتبت إقبال الأحمد في صحيفة القبس.
منذ أن تسلم سمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد الصباح مقاليد الحكم، تحددت لسموه أولويات تصحيح كثير من الأخطاء وتعديل بعض الأمور التي لم تكن بالمستوى المطلوب لأسباب كثيرة.
ولم يغب عن سمو الأمير في اغلب كلماته السامية وخطاباته، موضوع الهوية الوطنية التي تم العبث بها بأساليب وطرق مختلفة، الا ان المشترك بينها كونها تتفق كلها على نية واحدة، خراب البلد.
لماذا هذا الاهتمام والتركيز من سمو أمير البلاد على الهوية الوطنية؟
تعرفون لماذا؟ لأنها الخطر الأكبر الذي من شأنه أن يهدد الأمن الوطني الكويتي.
وهو أيضاً الغزو الداخلي، فالغزو الخارجي يأتي من عدو يعرفه العالم ونواجهه كمعتدٍ خارجي، ولكن الذي يدخل بيتك ويدعي أنه بيته، هو أكثر أنواع الشرور، وهو الخطر الحقيقي.
الخطر الداخلي الذي كنا نتحدث عنه، ونسمع عنه سنوات طويلة، في دواويننا ومجالسنا وندواتنا ومحاضراتنا وسوالفنا، إلا أننا لم نستشعر أي خطوات جادة لقطع دابره وإعادة تقويم الوضع بالقانون، إلى أن وضعت الحكومة والقيادة اليد عليه، انطلاقاً من إدراكها الجاد بعمق الجرح وألمه وخطورته على مستقبل البلاد.
عندما يتم سلبك من داخلك، وخداعك من داخلك، وسرقة حقوقك من داخلك، ومساعدة وعون لهم من داخلك، فاعرف أنك في طريق الهلاك.
كلمة حضرة صاحب السمو في العشر الأواخر، كانت رداً قوياً ثابتاً، أكدت ثبات موقف وسياسة ونظرة ثاقبة وعميقة من سموه، لما يحصل حالياً من هرج ومرج في بعض الدوائر الانتخابية، من خلال خطابات وكلمات يتم الشتم فيها والنعت والقذف بأسوأ الصفات، والتمادي والتعدي على أشخاص وعلى الدستور، أكثر من الحديث عن برامج انتخابية صحية واعية للمستقبل والقادم في هذا البلد.
تطايرت العقل وتحاذفت الغتر وتعالت نداءات.. أنا انخاكم… وأنا برقبتكم.. وأنا بالله وفيكم، فيما تعالت عبارات التهديد التي تزايد عليها بعض المرشحين، الذين كان وقودهم صيحات وتصفيق جمهورهم الذي استشعر معهم أن السكين اقترب من رقاب الكثيرين في عهد الحزم.
تزوير الجنسية اليوم أصبح ضمن أولويات اهتمامات الناس وحديثهم، بينما كانت قبل سنوات قليلة متوارية خلف شعور التردد والخوف من رد الفعل، ولكنها اليوم وبحمد الله تعالى، وإصرار الحكومة الحالية بكل أركانها، على نكش عش الدبابير، آخذين بالاعتبار ما سينجم عن هذا النكش من إزعاج هنا وهناك، إلا أنه في النهاية سيتم القضاء على كل هذه الدبابير بعون الله، لأنها خطر وخطر كبير.. على البلاد وعلى العباد.
تعرفون ما الخطر الحقيقي في هذا الموضوع، إن ما يهدد الأمن الوطني اليوم ليس وجود جنسيات متعددة يعيشون معنا، ولا الموضوع اليوم هو اختلال تركيبة سكانية، بل الموضوع صار اليوم بين كويتيين وكويتيين آخرين مزوِّرين، عاشوا بيننا نهبوا وأخذوا من مستحقات أهل البلد الحقيقيين، متعمدين وقاصدين، وقد نجحوا لسنوات طويلة في ذلك للأسف، بسبب تستر من يدافع عنهم اليوم.. لأنه قد يكون أحد الاطرف التي أعانت وساعدت قولاً أو فعلاً، أو صوتاً، ولكن دوام الحال من المحال، وفي النهاية لا يصح إلا الصحيح.
استمروا في هذا النهج وفق القانون، وستنجحون بإذن الله.
وفقكم الله ألف مرة.