شراكة روسيا والصين ستخضع لاختبار المتانة

عن محاولة واشنطن دق إسفين بين بكين وموسكو، كتب مدير البرامج في نادي فالداي، تيموفي بورداتشيوف، في “فزغلياد”:
تحتل استراتيجية “فرق تسد” مكانة مهمة بين الموارد المتاحة للغرب في السياسة الدولية الحديثة.
وليس من قبيل المصادفة أن أحد أهم إنجازات الدبلوماسية الأمريكية في القرن العشرين كان زرع الخلاف بين أكبر قوتين في العالم الاشتراكي- الاتحاد السوفييتي والصين – في أوائل سبعينيات القرن العشرين.
يميل معظم المراقبين إلى الاعتقاد بأن استراتيجية الحكومة الأمريكية الجديدة تهدف إلى مصالحةٍ مع روسيا، إن لم تكن طويلة الأمد، فتكتيكية. وتثير هذه النوايا لدى الصين الشكوك في أنها ستصبح الهدف الأول للضغوط الأمريكية.
على الأرجح، يحتاج الأمريكيون إلى استراحة فحسب، فقد استُنفدت موارد الولايات المتحدة في الصراع الطويل من أجل الهيمنة على العالم. ومن أجل الحصول على هذه الفرصة، سوف يسعى الأمريكيون إلى مصالحة روسيا، حتى مع التضحية بطموحات أتباعهم الأوروبيين.
وفي الوقت نفسه، ستحاول الولايات المتحدة التوقف مؤقتًا في مواجهتها مع الصين، ذلك أنها لا تملك الموارد الكافية لخوض معركة جدّية ضدها. ولذلك، فليس هناك ما يدعو إلى الاعتقاد بأن إحلال السلام في أوروبا الشرقية سيؤدي مباشرة إلى هجوم أمريكي ضد الصين. ولعلّهم، في بكين، يدركون ذلك جيدا.
إن الطريقة الوحيدة لمواجهة استراتيجية “فرق تسد” التي تنتهجها الولايات المتحدة وأوروبا هي توحيد الجهود لحل المشاكل الداخلية للتنمية الأوراسية: الأمن والتجارة الدولية والاتصال في مجال النقل. وهناك ما يدعو للاعتقاد بأن هذا هو على وجه التحديد ما ستهدف إليه المشاريع المشتركة بين الصين وروسيا في السنوات المقبلة.