شرارة الحرب ترعب إسرائيل
كتب فخري هاشم السيد رجب في صحيفة القبس.
بلغ الأمر مداه.. والله أعلم بحال العباد، لن تخيب الآمال ما دام الرجاء كبيراً.
مجازر وشهداء، ضحايا بالآلاف، وفي الجانب الآخر المقاومة مستمرة، ومستعرة، وليست هناك من وسيلة قادرة على إخفاء ما فعلت وتفعل الآن بالرغم من الثمن الغالي الذي دفعه الفلسطينيون، ولكن التخبط هو أقل كلمة يمكن أن نصف بها واقع الكيان المحتل، فأكثر من ألفي قتيل ومئات الأسرى، أرقام لم يتوقعوا يوماً أن تدخل سجلاتهم، وقد حصل، ولو اُتيح لغالبية الاسرائيليين أن يغادروا اليوم فلسطين لما ترددوا لحظة، لكن السبل غير متاحة، أما النازحون داخل الأراضي المحتلة فقد تجاوز عددهم نصف المليون، وعشرون مستوطنة تم إخلاؤها في الشمال، بينما انقطع عن الذهاب إلى العمل حوالي المليون ونصف المليون عامل، ناهيك عن إغلاق نظام التعليم، وإلغاء المعاملات، والسيطرة على خمس وثلاثين مستوطنة. ولا ننسَ تعطيل منظومة الاتصال الإسرائيلية، وعن التوتر الداخلي والتشرذم اللذين كانا أوضح دليل على تخبطهم ما ظهر في أحد الفيديوهات لحاخام إسرائيلي يضرب الحاخامات، ويقول اخرجوا من فلسطين، فإن موعد اللعنة علينا قد حان، انتشروا في الأرض قبل أن يقضى عليكم دفعة واحدة.
صحيح أن ما حصل في غزة يدمي القلوب، لكن ذلك لا يلغي الانتصار الفلسطيني، فهذا الطوفان المرعب أذل دولة الاحتلال، التي انهالت على غزة، ليس انتقاماً وحسب، وإنما للإبقاء على ما بقي من ماء الوجه، وخوفاً من أنفاق مفترضة ترعب المحتل. في ظل هذا الواقع، ومع المستجدات المتسارعة على الأرض بين الطرفين، تكثر التساؤلات لدينا جميعاً كشعوب عربية آلمها الوجع والجرح الفلسطيني، ترى إلى أين تسير الأمور؟ وبوضوح أكثر: هل ستتوسع الحرب إقليمياً؟ وهل سيقوم «حزب الله» بضرب الداخل الإسرائيلي؟
في الواقع، واستنادا إلى تصريح وزير خارجية إيران حسين أمير عبداللهيان، بعد لقاء استمر لثماني ساعات متواصلة مع السيد نصرالله، حيث قال: اطلعت مع نصرالله على سيناريوهات الحرب، لن نقف أمام الجرائم مكتوفي الأيدي.
وهل هناك أوضح من هذا التصريح، حتى وإن كانت للبعض وجهة نظر مغايرة، إلا ان إيران تبقى دولة مسلمة وتلتقي مصالحها مع المقاومة، والعدو واحد، وما التهويل والحديث عن حاملات الطائرات الأميركية إلا أسلوب للتخويف والتضليل، إذ لا جديد في الأمر منذ سنوات خلت «ايزنهاور» في شرق المتوسط، والاسطول السادس في البحرين وبحر العرب.. ولكن الجديد الذي يحاولون إخفاءه هو خوفهم من الحرب البرية، لأنها تعني اندثار إسرائيل، فلا هم أهل أرض ولا الديار ديارهم، وكل شعاراتهم ستذهب مهب الريح. لعل الكثيرين ينتظرون المبادرة من «حزب الله» بالرغم من بشاعة الحرب، ولكن الجميع أصبح على يقين بأن هذه الخطوة ستغير خريطة المنطقة ولمصلحة الفلسطينيين، وربما إنهاء الوجود الإسرائيلي، وقد يسبق الحرب نشر هذا الموضوع، من يدري فالكل في حالة ترقّب، سواء عربياً أو دولياً، ونسأل الله معجزة تقلب كل الموازين لتكتمل المعجزة الفلسطينية.