شبكات الكهرباء في العالم عاجزة عن مواكبة التغيّر المُناخي
يُظهر انقطاع الكهرباء في أكثر من بقعة حول العالم كيف أن شبكات الكهرباء عاجزة عن مواكبة التغيّر المُناخي، وفقاً لتقرير معمّق أوردته بلومبيرغ يوم الاثنين، استهلته بالإشارة إلى توقف الحياة تقريباً في بودغوريتشا، عاصمة الجبل الأسود، في وقت سابق من هذا الصيف، حيث علقت السيارات والحافلات في حالة من الجمود مع انطفاء إشارات المرور، وتعطل الإنترنت، وانطلقت أجهزة الإنذار الأمنية كرد فعل على انقطاع مفاجئ في إمدادات الطاقة.
وفي ذلك أخبار سيئة لمئات ملايين الناس حول العالم باعتبار أن خطر انقطاع التيار الكهربائي يزداد سوءاً. ويعني فصل الصيف الأكثر حرارة ارتفاعاً حاداً في الطلب على التبريد، حيث تتسبب درجات الحرارة المرتفعة في ترهل الأسلاك وخطر إشعال حرائق الغابات. وهذا ما لم تواكبه تحديثات البنية التحتية للطاقة، مع أن الجهود المبذولة للحد من استخدام الوقود الأحفوري تجعل توزيع الكهرباء أكثر أهمية. وبسبب ارتفاع الاستهلاك وعدم استقرار خطوط الإمداد، أدى انقطاع التيار الكهربائي في الجبل الأسود في أواخر يونيو/ حزيران إلى انقطاع شبكات الكهرباء في البلدان المجاورة وأحدث دماراً في المنازل والمستشفيات والحانات الشاطئية. وقد تكررت الحادثة في العديد من أنحاء العالم.
كما عانت ملايين الأسر في هيوستن (تكساس/ أميركا)، من انقطاع التيار الكهربائي في أعقاب إعصار بيريل الأسبوع الماضي، حيث فقدت أجهزة تكييف الهواء بسبب الحرارة الشديدة التي أعقبت العاصفة. وفي الاقتصادات الناشئة والمتقدمة، فإن انقطاع التيار الكهربائي من الإكوادور إلى الهند في الأسابيع الأخيرة يقدم لمحة عن الاضطراب القادم. وتعرض أزمة المناخ شبكات الكهرباء للفيضانات المفاجئة التي تهدم أبراج النقل، والجفاف الذي يجفف خزانات الطاقة المائية، وارتفاع الطلب بسبب التبريد أثناء الحرارة الحارقة.
وتؤدي الشبكات غير المستقرة إلى خلق حالة من عدم الاستقرار بالنسبة للشركات، وتعكر صفو السياسة، وتهدد الأرواح. وسوف يكلف توسيع الشبكة نحو 24.1 تريليون دولار لتحقيق أهداف صافي الصفر بحلول عام 2050، وهو ما يتجاوز الاستثمار المطلوب في قدرة الطاقة المتجددة، وفقاً لخدمة “بلومبيرغ إن إي إف”. ونظراً لمساحتيهما الشاسعتين واستخدامهما العالي للطاقة، فإن الولايات المتحدة والصين تواجهان أكبر الفواتير.