شبح العسكرة
عن استمرار أوروبا بتهديداتها لروسيا، كتب نائب رئيس الأكاديمية الدبلوماسية التابعة للخارجية الروسية، أوليغ كاربوفيتش”، في “إزفيستيا”:
بينما يخطو المسؤولون الروس والأمريكيون خطواتهم الأولى نحو تسوية الصراع الأوكراني، يبدو أن الغرب لم يعد يعمل بشكل جماعي. فأوروبا، التي ظلت لسنوات طويلة تابعة لواشنطن، تحاول الآن العثور على موقع جديد لها في العمليات الدولية.
وفي الوقت نفسه، تمر أوروبا بمرحلة “بلطجة” سريعة. وليس من قبيل المصادفة أن يصبح ممثلون من إستونيا وليتوانيا، على التوالي، مسؤولين الآن عن السياسات الخارجية والدفاعية بالمفوضية الأوروبية.
إن المستوى الخارج عن النطاق من رهاب روسيا والهستيريا ونظريات المؤامرة، والتي كانت في السابق سمة مميزة لبولندا ودول البلطيق فحسب، قد تغلغلت الآن في معظم النخب السياسية في الاتحاد الأوروبي. فإيمانويل ماكرون، الذي ادعى ذات يوم أنه مفاوض براغماتي، بعد أن أدرك أن بإمكانه تسجيل النقاط على وجه التحديد على الخط المعادي لروسيا، وصل إلى حد التهديد بالأسلحة النووية.
لا يسعنا إلا أن نفهم ما تؤدي إليه خطابات الأوروبيين العدوانية المتزايدة بشأن القضية الأوكرانية والطرح النشط لفكرة نشر قوة عسكرية أجنبية في هذا البلد في الخطاب العام. إن استفزازا واحدا يكفي لوصول هذا الخط الحازم من الأوروبيين إلى صراع خطير مع عواقب لا يمكن التنبؤ بها. ولهذا السبب، وبينما نراقب المفاوضات بشأن القضية الأوكرانية، فمن الضروري الحفاظ على درجة كبيرة من التعبئة الداخلية والاستعداد لمجموعة واسعة من التطورات المحتملة.
