صدى المجتمع

“شات جي بي تي” قد يطور بشكل محوري علاج الاكتئاب.

وفقاً لبحث جديد، قد يستطيع الذكاء الاصطناعي مساعدة مقدمي الرعاية الصحية في علاج الاكتئاب، من دون تحيز.

وبحسب الدراسة التي نشرت في مجلة “طب الأسرة وصحة المجتمع”Family Medicine and Community Health، فإن “شات جي بي تي” ChatGPT قد يساعد في كثير من الأحيان مرضى الاكتئاب، في تحديد خطة العلاج.

علاوة على ذلك، وجدت الدراسة أن التكنولوجيا قد تكون مفيدة في القضاء على التحيزات الطبقية الاجتماعية والجنسية في مكاتب الأطباء. إذ كتب مؤلفو الدراسة “على عكس أطباء الرعاية الصحية الأولية، لم تظهر توصيات ‘شات جي بي تي’ أي تحيزات جنسية أو اجتماعية أو اقتصادية”.

واستكمالاً، قيم الباحثون المشاركون في الدراسة الجديدة قدرة “شات جي بي تي” على تشخيص الاكتئاب عن طريق تغذية تلك المنصة الذكية بكتابات قصيرة لأشخاص تظهر عليهم أعراض الاكتئاب. واستعملت ثمان نسخ من هذه الكتابات القصيرة التي تصور مجموعة متنوعة من أناس ينتمون إلى طبقات اجتماعية وفئات جنسية مختلفة.

وكذلك قارن مؤلفو الدراسة توصيات أعطاها “شات جي بي تي” لهؤلاء المرضى مع نظيراتها التي قدمها أطباء الرعاية الأولية، بغية تحديد مدى فائدة منصة الذكاء الاصطناعي في مكاتب الأطباء.

وفي حالات الاكتئاب الخفيف، أوصى نموذجان مختلفان من “شات جي بي تي” بالعلاج النفسي في 95 في المئة و97.5 في المئة من الأحيان. وفي الجانب الآخر، أوصى أطباء الرعاية الأولية بالعلاج النفسي في 4.3 في المئة من تلك الحالات.

وفي ملمح متصل، أظهر نموذجا “شات جي بي تي” اللذين أخضعا للتقييم، تفضيلاً للتوصية بمضادات الاكتئاب للمرضى الذين يعانون الاكتئاب الحاد، في حين مال أطباء الرعاية الأولية أكثر للتوصية بمزيج من مضادات الاكتئاب والمنومات أو مضادات القلق.

في الإطار نفسه، باتت الدراسة الجديدة تحوز أهمية خاصة الآن، إذ بدأ عديد من الأشخاص يعانون الاكتئاب في خضم جائحة الوباء. وبحسب البيانات الصحية لموقع “كي إف إف” KFF، عانى حوالى أربعة من كل 10 بالغين أعراض القلق أو الاكتئاب مع حلول مطلع عام 2021. وتذكيراً، انتشرت أعراض الاكتئاب أثناء الجائحة بين النساء والشباب والأشخاص الذين عانوا فقدان الوظائف، أكثر من سواهم.

ووفق “كي إف إف”، تظهر البيانات الحديثة أن ذلك الاتجاه [في انتشار الاكتئاب] لم يصحح نفسه حتى الآن. وفي عام 2023، ذكر حوالى نصف البالغين ممن تراوحت أعمارهم بين 18 و24 سنة أنهم يعانون أعراض القلق أو الاكتئاب. وأبلغ حوالى 36 في المئة من النساء عن معاناتهن تلك الأعراض، مقارنة بـ28 في المئة من الرجال.

ووفق بيانات صدرت من “المراكز الأميركية لمكافحة الأمراض والوقاية منها” CDC، يمكن أن تتفاوت أعراض الاكتئاب بشكل كبير بين شخص وآخر. وتشمل تلك الأعراض الشعور بالقلق أو الحزن في أحيان كثيرة، واستمرار عدم الرغبة في المشاركة في أنشطة كانت ممتعة في السابق، وسرعة الغضب والشعور بالإحباط بسهولة، والأرق، صعوبة النوم، أو النوم أكثر من اللازم، والاستيقاظ المبكر، والصداع، وتغيرات في الشهية، ومشكلات في المعدة لا تتحسن مع العلاج، ومعاناة بعض الآلام. ويضاف إلى ذلك، صعوبة تذكر التفاصيل، ومعاناة صعوبة في التركيز واتخاذ القرارات، والإعياء، والشعور بالذنب أو العجز، والشعور بعدم القيمة، وإيذاء النفس أو الانتحار.

وبحسب “المراكز الأميركية لمكافحة الأمراض والوقاية منها”، سيعاني حوالى سدس البالغين الاكتئاب في مرحلة ما من حياتهم، فيما تؤثر الحالة عادة على حوالى 16 مليوناً من الأميركيين البالغين سنوياً.

وعلى رغم أن أي شخص قد يصاب بالاكتئاب، إلا أن بعض الظروف قد تزيد خطر الإصابة. ومن بين الأشخاص المعرضون أكثر من سواهم للإصابة بتلك المعاناة، هنالك الذين عانى أقاربهم الاكتئاب، أو من تعرضوا لحوادث رافقتها ضغوط أو صدامات نفسية، الذين يكثرون شرب الكحول أو تعاطي المخدرات، ومن لديهم مشكلات طبية على غرار السكتة الدماغية أو السرطان أو الألم المزمن.

وبحسب مؤلفي الدراسة، ففي حين أن البحث الجديد يقدم دليلاً على أن “شات جي بي تي” قد يفيد ضمن البيئات الطبية، إلا أنه يجب إجراء مزيد من الدراسات لتقييم الكيفية التي تخدم فيها تلك المنصة الذكية الأشخاص المصابين بالاكتئاب، على أفضل وجه.

في الإطار نفسه، أكد الباحثون الذين وضعوا الدراسة “على الحاجة إلى البحث المستمر بغية التحقق من موثوقية اقتراحات [شات جي بي تي]. ويمكن أن يؤدي تبني ذلك النوع من أنظمة الذكاء الاصطناعي إلى تعزيز جودة ونزاهة خدمات الصحة النفسية”.

أخبار مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى