سوريا تترقب نتائج أول انتخابات لمجلس الشعب بعد سقوط الأسد

بدأت اللجنة العليا للانتخابات في سوريا فرز الأصوات في أول انتخابات لمجلس الشعب منذ سقوط نظام الرئيس السابق بشار الأسد في 8 ديسمبر الماضي، فيما أصدر الرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع مرسوماً جديداً يقضي بإعادة تنظيم العطلات والإجازات الرسمية في البلاد، في خطوة مثيرة للجدل بعد أن شمل القرار إلغاء عطلة حرب أكتوبر وعيد الشهداء، اللتين كانتا من أبرز المناسبات الوطنية في سوريا على مدى عقود.
وأعلنت لجنة الانتخابات، عصر أمس الأحد، انتهاء عمليات الاقتراع في جميع المحافظات، وبدء عمليات فرز الأصوات في المراكز الانتخابية بإشراف اللجان الفرعية، تمهيداً لإعلان النتائج النهائية خلال اليوم الاثنين أو غداً الثلاثاء.
وأوضح المتحدث باسم اللجنة، نوار نجمة، في تصريح لوكالة الأنباء السورية (سانا) أن النتائج ستُعلن رسمياً عن طريق اللجنة العليا.
وكان رئيس اللجنة، محمد الأحمد، قد أكد في وقت سابق أن الاقتراع مُدّد في دمشق والمدن الكبرى لضمان مشاركة أوسع، بينما انتهى في ريف دمشق وعدد من المحافظات الأخرى في الموعد المحدد. وأشار الأحمد إلى أن العملية الانتخابية جرت بسلاسة، معتبراً أنها تمثل «تجربة حقيقية لاختيار ممثلي الشعب» في المجلس المقبل.
وكان من المقرر أن تنتهي عمليات الاقتراع عند الساعة الثانية عشرة ظهراً بالتوقيت المحلي، مع إمكانية التمديد حتى الساعة الرابعة مساءً في حال استمرار وجود ناخبين لم يدلوا بأصواتهم. وذكرت صحيفة «الوطن» أنه تم تمديد انتخابات مجلس الشعب في دمشق حتى الساعة الثالثة عصراً.
ويتنافس في الانتخابات 1578 مرشحاً، بينهم 14% من النساء، على 210 مقاعد، يُنتخب الثلثان منها، بينما يُعيّن رئيس الجمهورية الثلث المتبقي وفقاً للقانون السوري.
وكانت المراكز الانتخابية المعتمدة في المحافظات السورية، قد فتحت أبوابها، للبدء بعملية الاقتراع، عند الساعة 9 صباحاً، وهي أول عملية انتخاب لأعضاء مجلس الشعب السوري بعد سقوط نظام الأسد. ووفق النظام الانتخابي، يقوم ما بين 7 إلى 8 آلاف شخص تم اختيارهم من قبل اللجنة الانتخابية المركزية بانتخاب 140 نائباً برلمانياً.
وتم إعداد النسخة النهائية للنظام الانتخابي المؤقت لمجلس الشعب السوري في نهاية يوليو. وكان التغيير الأكثر أهمية هو زيادة عدد المقاعد النيابية من 150 مقعداً كما كان مخططاً في الأصل إلى 210 مقاعد، فيما يعين الشرع 70 من أصل 210 برلمانيين.
ووفقاً لقرار اللجنة الانتخابية، خُصص 32 مقعداً لحلب، و10 لدمشق، و12 لمحافظة ريف دمشق، و12 لحمص، و12 لحماه. وخصص 10 مقاعد للحسكة، و7 للاذقية، و5 لطرطوس، و10 لدير الزور. وحصلت الرقة على 6 مقاعد، ودرعا على 6، وإدلب على 12، والسويداء على 3، والقنيطرة على 3.
من جهة أخرى، وقع الشرع مرسوماً يحدد بموجبه الأعياد الرسمية في البلاد. وأضاف المرسوم «عيد الثورة السورية» و«عيد التحرير»، بينما ألغى عطلة عيد الشهداء التي توافق يوم 6 أيار/مايو، وتحيي ذكرى الذين قضوا إعداماً في دمشق عام 1916 في ظل الحكم العثماني. كما ألغى عطلة حرب أكتوبر ضد إسرائيل في 6 أكتوبر 1973.
وتضمنت اللائحة الصادرة عن الشرع، إضافة أعياد وإلغاء أخرى، في مرسوم حمل دلالات سياسية.
وقرر الشرع اعتماد يوم الثامن عشر من آذار/مارس من كل عام عطلة رسمية بمناسبة «عيد الثورة السورية». كما أضيف «عيد التحرير» في الثامن من ديسمبر كانون الأول، وهو تاريخ إعلان سقوط نظام الأسد عام 2024. (وكالات)