سلام أحادي
كتب هاني وفا في صحيفة الرياض.
ألقى عدم منح فلسطين العضوية الكاملة في الأمم المتحدة بظلاله على التباين في المواقف الدولية بعد (الفيتو) الأميركي الذي حاول تبرير موقف الولايات المتحدة بأن دولة فلسطين لا يمكن لها أن تنشأ إلا عبر مفاوضات مباشرة مع إسرائيل، مع التشديد على التزام واشنطن بحل الدولتين، تلك التبريرات قابلها تصريحات قوية من المندوب الروسي لدى الأمم المتحدة قال فيها: «بالنسبة لواشنطن فإن الفلسطينيين لا يستحقون أن تكون لهم دولة خاصة بهم، فهم مجرد عائق أمام تحقيق مصالح إسرائيل».
بين التبرير الأميركي والتصريح الروسي هناك اختلاف واضح في المواقف من منح فلسطين العضوية الكاملة في الأمم المتحدة، والموقف الروسي له من يؤيده من دول أخرى صوتت لصالح حصول فلسطين على العضوية الكاملة، لكن الفيتو الأميركي أجهض تلك المحاولات الجادة وأجّلها إلى محاولات أخرى قد يكتب لها النجاح.
لا توجد دولة لا تريد أن يحصل الفلسطينيون على دولتهم وعلى حق تقرير مصيرهم عدا إسرائيل، وتساندها الولايات المتحدة بطريقة أو بأخرى في ذلك، وعلى الرغم من أن واشنطن تعلن عن رغبتها في إقامة الدولة الفلسطينية وأنها مع حل الدولتين إلا أنها تتبنى وجهة النظر الإسرائيلية بالكامل، على أن وجهة النظر تلك لا تضع العدالة في ميزانها إنما تتبنى فكراً لا يؤدي إلى السلام المنشود، بل هو سلام يحقق لإسرائيل مطالبها فقط دون تحقيق السلام الشامل العادل، ما يعني أننا لسنا قريبين من تحقيق السلام في الشرق الأوسط في المرحلة الراهنة على أقل تقدير.