رأي

سقطت الأقنعة.. ساعة الصفر بدأت

كتب فخري هاشم السيد رجب في صحيفة القبس.

سقطت كل الأقنعة، الديموقراطية كذبة كبيرة، وكذلك حقوق الإنسان، طالما أن من يتحدث عنها هم شركاء في ذبح الأطفال، الشرعية الدولية سقطت دفعة واحدة، ساعة الصفر اطلقتها المقاومة لأنها تمتلك إمكانيات لم يرَ العدو منها الا الجزء اليسير، ومع ذلك تراجعت القدرة القتالية، وبات الحصول على فردة حذاء القائد يحيى السنوار انجازاً تتحدث عنه دولة الاحتلال!

لقد سقط مشروع الهدنة، ووفاء لغزة وللشهيد العاروري والشهداء جميعا، الحرب الحقيقية بدأت الآن.

الصمود الفلسطيني يتخطى الوصف، غيّرَ الكثير من المعطيات السياسية على المستوى الدولي، لأنه وباعتراف كبار مثقفي الغرب وأميركا استطاع تغيير الكثير من المعتقدات والمفاهيم حول الإنسانية والسلام. حتى بات لدى كل شخص علمان، علم بلاده وعلم فلسطين، لقد أصبحت هذه المأساة قضية العالم برمته، وباتوا يدركون أن الصهيونية هي أم النازية وأم الفاشية، وان الغرب صدر للعالم الجريمة والعنصرية، وأبطال هذه الحركات هم غربيون، بل هم من مدينة واحدة، جميعهم من المجر، ومن بودابست تحديداً (هيرتزل، ماكس ناردو، والحاخام فايس).

وعلى الأرض كل المعطيات تقول إن الحرب بدأت فعلياً، فالجبهة ليست مشتعلة في الجنوب وحسب، بل اشتعلت مؤخرا في الضاحية الجنوبية لبيروت، وهناك شهداء كثر، والشرارة المفجرة لهذه الحرب متوجة هذه المرة بانتقام إيراني والتراجع عنه مستحيل، ولكن هل سيكون الرد بحجم التهديد الذي اطلقته؟

ربما كان أكبر أيضاً، لأن ما حصل يعطي إيران تبريراً للرد المباشر والكبير ومن دون تردد، فوزير خارجيتها قالها صراحة إن العد التنازلي قد بدأ، والرئيس الإيراني وعد بالانتقام المباشر، فالوصول إلى شخصية بحجم رضي موسوي يعتبر إهانة لإيران، ولا يمكن التغاضي عنها، ولا حتى التفاوض بشأنها، حتى وإن صدرت تعهدات من المجتمع الدولي، والرد يعني هذه المرة انغماساً مباشراً في الحرب، لأنها فعلياً تحارب قبل حصول عملية الاغتيال، من خلال منعها مرور السفن الإسرائيلية من باب المندب، ومن خلال مساندتها لليمنيين، وتزويدها لـ«حزب الله» بالاسلحة، ناهيك عن التدريبات العسكرية.

أما دولة الاحتلال التي تنحو باتجاه الانتحار، فحكماً لن تتوانى عن الاستمرار في مجازرها، ولا استبعد في الأيام القادمة أن تطال المسجد الأقصى، فحتى الصحف الإسرائيلية وصفت نتانياهو بالدكتاتور.

نحن في بداية سنة ٢٠٢٤. ومعها السؤال الكبير لدولة الاحتلال: إلى أين نحن ذاهبون؟

فهل سيذوقون طعم الهزيمة القاسية بعد أن تجاوزت خسائرهم الاقتصادية وحدها الـ٢٧٠ مليون دولار وآلاف القتلى في صفوف الجنود؟!

الكيان المحتل أمام حقيقة صعبة اليوم، عليه أن يبحث مجدداً عن أسباب البقاء، ولعلها مستحيلة اليوم بعد الإخفاق الاستراتيجي والهزيمة على يد المقاومة.

أخبار مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى