رأي

سعيٌ خارجي للواء عباس إبراهيم يُستكملُ في الداخل حين عودته…

كتبت فاطمة شكر في “الديار”: تتصاعدُ الأزمة السياسية في لبنان، ومعها يتدهور الوضع الاقتصادي والمعيشي الذي بات يشكل حالةً من الفلتان، في ظل غياب الدولة وانهيار القطاعات الصحية والمعيشية وفقدان المواطن الأمل في حلٍ قريب يُخرجه من هذه الكارثة التي ألمت به منذ ثلاث سنوات تقريباً، في ظل المناشدات التي تطلقُ من هنا وهناك لحل الأزمة الخانقة لكن دون جدوى، فلا حياة لمن تنادي .

وعلى خطٍ موازٍ للأزمات، يغيبُ التيار الكهربائي تماماً عن كل الأراضي تواكبها في ذلك تبريراتٌ لوزير الطاقة بما جرى بينه وبين رئيس الحكومة نجيب ميقاتي في الجلسة الأخيرة التي نسفت كل المقررات الملزمة من أجل الوصول الى إعادة التيار ولو لساعاتٍ قليلة، ضمن مخططٍ لشراء الفيول من دولة العراق، لكن يبدو أن المصالح والآراء احتدمت بين أهل السياسة ككل مرة، ويبقى المواطن يدفعُ الثمن ويعيش في الظلام، ولكن الملف الأكثر حديةً وخطورةً هو ملف الصحة العامة والمستشفيات التي أصبحت مراكز خالية من غرف الإستشفاء لكل المؤسسات الرعائية، بما فيها الضمان الإجتماعي المنقسم على ذاته في قراراته الإستشفائية، عدا عن عدم تمكنه من دفع مستحقات المستشفيات، ومازالت التسعيرةُ على سعر ١٥٠٠ ليرة، مما أدى الى تباعدٍ كلي لأية حلول استشفائية ، وبات المواطن رهينة الشفقة والرحمة فيما لو وجدت أي حلول بديلة .

وتزامناً مع كل تلك الأزمات، يسعى اللواء عباس ابراهيم الذي وصل الى واشنطن يوم الإثنين الماضي، حيث التقى كبار المسؤولين في الإدارة الأميركية وبحث مواضيع تتعلق بالأوضاع السياسية والاقتصادية في لبنان والمنطقة .

و يؤكدُ مصدرٌ سياسي أن اللواء إبراهيم طرح أمام المسؤولين الأميركيين الذين التقاهم في مكتب مراقبة الأصول الأجنبية التابع لوزارة الخزانة، ووكالة الأمن القومي الأميركي، ووكالة المخابرات المركزية الأميركية، ووفد من الكونغرس، ملف رفع العقوبات التي فرضتها الإدارة الأميركية عن بعض السياسيين ورجال الأعمال اللبنانيين، بغية تذليل العقبات و استمرارية الحياة السياسية في لبنان .

و يشير المصدرالى ان اللقاء الذي جمعه مع الرئيس سعد الحريري كان في إطار زيارة عائلية بمناسبة تخرج نجل الرئيس سعد الحريري، وقد تطرق البحث الى مواضيع عديدة من بينها اعادة انتخاب الرئيس نجيب ميقاتي كرئيسٍ للحكومة ، لكن مصدراً مقرباً من ميقاتي أكد أن الحريري سيبتعد عن العمل السياسي ويتفرغ للعمل الخاص في كل من الإمارات العربية المتحدة وسوريا.

ويتابع المصدر أن اللواء عباس ابراهيم غادر واشنطن ليقوم بجولة أوروبية، وتحديداً الى كل من دولتي فرنسا وسويسرا، يبحثُ من خلالها جملةً من الشؤون اللبنانية الداخلية، لا سيما مع الإليزيه، حيثُ تفيدُ مصادر متابعة أن مساعٍي جدية يُعملُ عليها لتنشيط ما وصلت إليه الأمور في الآونة الأخيرة للمبادرة الفرنسية، التي توقفت لفترة انشغل فيها الفرنسيون بإنتخابات رئاسة الجمهورية، وأفاد المصدر أن مهمة ابراهيم تنحصر بشكلٍ أساسي بإحياء المبادرة الفرنسية والسعي الى إعادة النظر في موضوع إقامة مؤتمر دولي لمساعدة لبنان، وهو الأمر الذي يعطي لبنان دفعاً باتجاه اصلاحاتٍ حقيقية لأية حكومة إصلاحية تتبنى ذلك، وتستطيع العمل على وقع مؤتمر دولي من شأنه حث بعض الدول الأوروبية تأمين حوالي الست مليارات من الدول المانحة، فيما لو عقد المؤتمر في تشرين المقبل.

لذلك، تسعى بعض القوى الفاعلة، وعلى رأسها اللواء عباس ابراهيم لتذليل بعض العقبات الداخلية التي من شأنها أن تساعد على الإفراج لأي حكومةٍ مقبلة دون حصول فراغٍ قد يؤدي إلى تعطيل كل تلك المساعدات المنتظرة للبنان، فيما لو لم يكن هناك من تناغمٍ وتفاهم بين قوى الداخل والخارج، وهذا ما يسعى اليه ابراهيم في جولته الخارجية، وسوف تستكمل عند عودته في الداخل مع الأفرقاء كافة .

أخبار مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى