خاص رأي سياسي…
كالعادة عند كل استحقاق دستوري في لبنان … يبدأ المد والجزر بين الأطراف السياسية والكتل النيابية .. فمنهم من هو معارض ومنهم من يوالي … والأمر ينطبق اليوم على الانتخابات البلدية والاختيارية التي جاءت في خضم الأزمات التي تتراكم على اللبنانيين …
وفي هذا الإطار، ارتفع منسوب السجال بين الحزبين المسيحيين الأساسيين أي التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية على خلفية تأجيل الانتخابات البلدية .. بيانات وبيانات مضادة بين الطرفين ..
رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع كان أكد أن الذين يدّعون انهم ذاهبون الى جلسة يوم الثلاثاء التشريعية تجنباً للفراغ في المواقع البلدية والاختيارية ولا سيما كتل أحزاب الممانعة والتيار الوطني الحر، إنما إدعاءهم باطلاً، باعتبار أن الرئيس نجيب ميقاتي دعا الى اجتماع للحكومة يوم الثلاثاء وعلى جدول أعماله بند تأمين الاعتماد اللازم لإجراء الانتخابات البلدية والاختيارية، وبالتالي موازنة هذا الاستحقاق باتت مؤمنة، ولا سبب يحول إطلاقا دون إتمامه في موعده.
وأشار رئيس القوات الى ان كتل أحزاب الممانعة والتيار الوطني الحر”عرقلت كل الفترة الماضية مسار الانتخابات البلدية بحجج واهية ، الى ان اضطروا فبركة جلسة تشريعية في اليوم نفسه، المقرّر فيه صرف الاعتماد اللازم لإنجاز هذه الانتخابات ،لهدف واحد موّحد وهو محاولة قطع الطريق أمام تأمين الموازنة المطلوبة لهذا الإستحقاق ومن ثم تطييره. وقال بات معلوماً لدى كل اللبنانيين ان كتل أحزاب الممانعة والتيار يعطلون الانتخابات البلدية والاختيارية عن سابق تصور وتصميم لسبب واحد : عدم ثقتهم بالنتائج التي ستسفرها العملية الانتخابية.
علماً ان الدائرة الإعلامية في حزب القوّات اللبنانية، اشارت في بيان الى ان المشترك بين الجسم القواتي القناعات الوطنية والمبدئية وليس المصالح الانتخابية والسياسية.
لجنة الاعلام والتواصل في التيار الوطني الحر سارعت إلى الرد على جعجع وتساءلت في بيان أصدرته ،أيّهما نصدّق سمير جعجع أم نوابه؟ فما قرأناه في بيان رئيس القوات اللبنانية يناقض مواقف نوابه في الجلسات النيابية، وهم الذين اعلنوا انهم لمسوا عدم جهوزية وزارة الداخلية وأجهزة الدولة ككل لاجراء الانتخابات البلدية وعبّروا عن ذلك داخل الجلسة النيابية وفي الاعلام”.
ولفت البيان الإنتباه إلى أن “المشكلة ليست فقط بالتمويل بل بانعدام جهوزية الدولة. فالقضاة والأساتذة مضربون والدوائر الحكومية من وزارة مالية ومحافظات مقفلة بدليل عدم قبول أي طلب ترشيح حتى الآن. وليعلم الجميع ان التيار الذي لا يمارس كغيره المزايدة والاستغلال الشعبوي، جاهز للانتخابات البلدية وهو قد اطلق منذ فترة ماكينته الانتخابية والية الترشيح الداخلية ولكن اين جهوزية الدولة ولم يتبقّ سوى ٥ ايام عمل لقبول طلبات الترشيح في الشمال”.
ورأى أنه “من المحزن أن تصبح الشعبوية عدوى وان تصير هي الوسيلة الأبرز عند الكثيرين لممارسة عملهم السياسي”.
وفي اطار متصل وما بين الردود البرتقالية والقواتية ، لفت كلام للنائب العوني سيمون ابي رميا ، الذي شدد على ان اي تقارب او تفاهم عوني قواتي كتائبي وحتى مع تيار المردة يسهل ويحسم انجاز الاستحقاق الرئاسي . كاشفاً عن تواصل بين التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية لكن ليس على مستوى القيادة، وان هذا التواصل ايجابي مع الجميع والملف الرئاسي دائما حاضر. وحول الاستحقاق البلدي اكد ابي رميا ان كل القوى ارادت الانتخابات والتيار تحضر لها وانشأ للغاية هيئة سياسية لمواكبة الانتخابات الا ان عوائق لوجستية تحول دون إنجازها ،كاشفاً انه في اجتماع اللجان المشتركة الأخير لا نائب حزبي او مستقل قال نحن نستطيع القيام بالانتخابات ورفض المنطق الشعبوي الذي يتعاطى به البعض ومتسائلا لما المزايدات ونحن على ابواب شغور على مستوى البلديات والمخاتير نهاية أيار وهذا أمر خطير. وشرح ابي رميا ان مشاركة التيار في الجلسة التشريعية الثلاثاء هي من باب تحمل المسؤولية والجرأة لتفادي الفراغ مرجحا تأجيل الانتخابات الى الربيع المقبل.