ستارمر: بوتين سيفاوض حتماً والكرة الآن في ملعب روسيا

قال رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر إن «الكرة في ملعب روسيا»، مؤكداً أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سيضطر عاجلاً أم آجلاً إلى الجلوس إلى طاولة المفاوضات بشأن أوكرانيا. جاء ذلك خلال اجتماع افتراضي استضافه داونينغ ستريت، أمس السبت، بمشاركة 26 من قادة وكبار مسؤولي الدول الحليفة لكييف. في وقت سيطرت فيه القوات الروسية على قريتين جديدتين، نفت كييف محاصرة قواتها في كورسك.
وشدد ستارمر على ضرورة تقوية أوكرانيا وترسيخ أي وقف لإطلاق النار مع مواصلة الضغط على موسكو. وأضاف أن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أثبت أن بلاده «الطرف المنادي بالسلام» عبر التزامه بهدنة غير مشروطة لمدة 30 يوماً، في حين أن بوتين هو من يحاول تأجيل الحل. وقال: «إذا كان بوتين يريد السلام فعلاً، فالأمر بسيط: عليه وقف هجماته الهمجية ضد أوكرانيا والموافقة على وقف إطلاق النار».
وأشار ستارمر إلى أن «انطباعي هو أنه عاجلاً أم آجلاً، سيكون على بوتين الحضور إلى طاولة المفاوضات والانخراط في نقاش جدي». كما أعلن أن لندن ستستضيف اجتماعاً لقادة عسكريين يوم الخميس لمناقشة «المرحلة العملية» لخطط ضمان وقف إطلاق النار في أوكرانيا بعد تنفيذه.
وأضاف ستارمر أن الاجتماع الأخير شهد مشاركة أوسع مقارنة باجتماع قبل أسبوعين، مؤكداً وجود «تصميم جماعي قوي» مع التزامات جديدة لدعم أوكرانيا.
وفي إطار الجهود الدبلوماسية، أجرى ستارمر اتصالاً هاتفياً مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عشية الاجتماع، حيث يعمل الزعيمان على تشكيل تحالف لدعم أوكرانيا منذ بدء المفاوضات المباشرة التي يقودها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مع موسكو في فبراير الماضي. ويؤكدان أن التحالف، إلى جانب الدعم الأمريكي، ضروري لتقديم ضمانات أمنية لأوكرانيا ومنع تجدّد الهجوم الروسي.
وسبق لستارمر وماكرون أن أبديا استعدادهما لنشر قوات بريطانية وفرنسية في أوكرانيا ضمن جهود حفظ السلام، بينما ألمحت تركيا إلى احتمال المشاركة. إلا أن دولاً أخرى استبعدت هذا الخيار، في حين لا تزال مواقف بعض الأطراف غير محسومة.
من جانبه، اعتبر ماكرون أن روسيا «لا تتجاوب مع اقتراح الولايات المتحدة وأوكرانيا» بشأن هدنة لمدة شهر، مشيراً إلى أنها تكثف العمليات العسكرية لأن «بوتين يريد تحقيق مكاسب قبل التفاوض». وأضاف: «إذا كنا نريد السلام، فينبغي أن يكون الرد الروسي واضحاً، مع ممارسة ضغط دولي بالتعاون مع الولايات المتحدة لتأمين وقف إطلاق النار».
وأكد ستارمر ترحيبه بأي نوع من الدعم، مما يفتح الباب أمام توفير مساعدات لوجستية أو مراقبة ميدانية.
في المقابل، شددت رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني على أن بلادها لا تعتزم إرسال جنود إلى أوكرانيا.
في الوقت نفسه، حذر الرئيس الأوكراني زيلينسكي من أن روسيا تسعى إلى «تقوية موقفها» عسكرياً قبل أي وقف لإطلاق النار. وقال في مؤتمر صحفي بكييف: «يريدون تحسين وضعهم في ساحة المعركة».
تزامن ذلك مع تصاعد العمليات القتالية، حيث أعلنت روسيا سيطرتها على قريتين إضافيتين في منطقة كورسك الحدودية، وذلك في إطار هجوم مضاد لاستعادة أراضٍ كانت أوكرانيا قد توغلت فيها في أغسطس الماضي.
لكن زيلينسكي نفى أمس السبت أن تكون قواته مطوقة في المنطقة، مؤكداً أن «قواتنا تواصل صد المجموعات الروسية والكورية الشمالية في كورسك».
بدورها، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن قواتها سيطرت على قريتي زاوليشينكا وروبانشينا، شمال وغرب بلدة سودجا التي استعادتها موسكو هذا الأسبوع.
من جانبها، أعلنت كييف أن دفاعاتها الجوية أسقطت 130 مسيّرة إيرانية الصنع من طراز «شاهد» فوق 14 منطقة أوكرانية. وفي ظل استمرار القتال، لم يصدر عن الكرملين أي التزام بمقترح ترامب لوقف إطلاق النار، بل وضع بوتين قائمة بمطالبه الخاصة. واعتبر ستارمر أن «رفض موسكو الواضح لمقترح ترامب يؤكد أن بوتين غير جاد بشأن السلام».
بدورها، شددت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين على ضرورة أن تثبت روسيا استعدادها لدعم وقف إطلاق النار من أجل تحقيق «سلام عادل ودائم». كما دعا رئيس الوزراء الهولندي ديك شوف إلى «مواصلة الضغط على روسيا لدفعها إلى طاولة المفاوضات».