سباق الفئران بين بايدن وترامب سيعمّق الانقسام الأميركي
جاء في مقال بصحيفة “غلوبال تايمز” :
إعلان الرئيس الأميركي جو بايدن عن حملته لإعادة انتخابه في 2024، حدث قد يؤدي إلى تكرار السباق الرئاسي لعام 2020 عندما يخوض منافسة ضد الرئيس السابق دونالد ترامب.
هناك تكملة محتملة لمنافسة بايدن – ترامب، مضيفةً أنه عندما كان كلاهما غارقاً في النقد وفشلا في حل مشاكل الولايات المتحدة، تمّ الكشف عن دولة متدهورة محرومة من الحيوية.
ويقول خبراء إنّ “الجمود السياسي سيؤدي في النهاية إلى تراجع نفوذ الولايات المتحدة في جميع أنحاء العالم”.
وأضافوا أنّ من سيفوز منهما، لن يستعيد عقلانية الولايات المتحدة بشأن السياسة الصينية، حيث إن لعبة “من هو الصقر الأكثر صرامة في الصين تظهر أن المرشحين للرئاسة الأميركية لا يتنافسون مع القدرة على الحكم”.
وقبل أربع سنوات ، بحسب الصحيفة، أعلن بايدن عن ترشحه للانتخابات الرئاسية لعام 2020 في نفس التاريخ.
ومن المقرر أن يجعل هذا الإعلان بايدن البالغ من العمر 80 عاماً أقدم مرشح رئاسي في تاريخ الولايات المتحدة.
يذكر أن استطلاعاً للرأي أجرته صحيفة “وول ستريت جورنال” الأسبوع الماضي،أظهر أن ترامب يتقدّم على حاكم فلوريدا رون ديسانتيس بهامش كبير، وفق الميادين.
وقد تعدّ هذه النتيجة الولايات المتحدة لسباق بايدن وترامب آخر للانتخابات الرئاسية عام 2024.
كذلك، قالت شبكة “CNN”، إنّ هذا الجزء الثاني قد يجعل عام 2024 “أكثر موسم تمهيدي رئاسي مملاً على الإطلاق”.
فالولايات المتحدة، التي كانت ذات يوم دولة قوية وحيوية، انزلقت في مشاجرة لا يمكن حلّها والتي تتميز بصراع رجلين عجوزين.
وقال لو شيانغ، الباحث في الأكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية، لصحيفة “غلوبال تايمز”، إنّ أحدهما “أكبر من أن يسافر”، والآخر “غارق” في مستنقع من الدعاوى القضائية والفضائح.
وقال لو إنّ الوضع يشير إلى أن السرعة التي تتدهور بها “الديمقراطية الأميركية” آخذة في التسارع، حيث لا ينبغي تحت أي ظرف من الظروف اختيار مرشحين من هذه الخلفيات للتنافس على مثل هذا المنصب المهم.
ووفقاً لاستطلاع “Yahoo News”، شعر 38 % من المستجيبين “بالإرهاق” من إعادة المباراة.
كما أن المشاعر الأخرى لم تكن إيجابية للغاية، بحسب الصحيفة، حيث شعر 29 % “بالخوف” و 23 % “بالحزن والخوف”.
وعندما تولى بايدن منصبه، وفقاً للصحيفة، قدّم عدداً كبيراً من الوعود، من إصلاح العلاقات مع حلفاء الولايات المتحدة ومعالجة الانقسامات السياسية والثقافية إلى إصلاح الاقتصاد.
ومع ذلك، بينما تقترب فترة ولايته من نهايتها، تتعمق الانقسامات في المجتمع الأميركي ويسعى حلفاؤه عبر الأطلسي إلى “الحكم الذاتي الاستراتيجي” في أعقاب محاولات واشنطن المستمرة للتضحية بحلفائها لاحتواء الصين، بحسب الصحيفة.
وفي شباط/فبراير، روّج بايدن للعديد من الطرق التي تحسّن الاقتصاد خلال العام الماضي. ومع ذلك، يقول نصف الأميركيين إنّ أوضاعهم المالية أسوأ الآن مما كانت عليه قبل عام، وفقاً لاستطلاع أجرته مؤسسة “غالوب” مؤخراً.
وفي سياق متصل، قال لي هايدونغ، الأستاذ بمعهد العلاقات الدولية في جامعة الشؤون الخارجية الصينية، لصحيفة “غلوبال تايمز”، إنّ الولايات المتحدة تواجه تحديات داخلية وخارجية شديدة، وهناك حاجة إلى وجه جديد لمعالجة تلك المشاكل في هذا المنعطف الحاسم.
وقال لي إنّ التتمة المحتملة لمنافسة بايدن – ترامب تُظهر تراجع سريع للقوة الأميركية على مستوى العالم.
وأشار خبراء إلى أن “مهزلة الانتخابات” التي هيمنت على انتخابات 2020 قد تتكرر خلال انتخابات العام المقبل.
وبعد أن أعلن ترامب ترشّحه لانتخابات عام 2024، وُجهت إليه لائحة اتهام في مانهاتن الشهر الماضي، مما جعله أول رئيس سابق يواجه محاكمة جنائية في تاريخ الولايات المتحدة.
ونقلت عن هيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي” قولها إنّ هانتر بايدن، نجل بايدن، قد تم التحقيق معه مؤخراً بشأن استخدام العلاقات الأسرية بشكل غير لائق في تعاملاته التجارية.
ومن المرجح أن يتصاعد الصراع المجنون بين الحزبين الجمهوري والديمقراطي عندما تقترب الانتخابات. مضيفة أن “سباق الفئران لن يؤدي إلى مزيد من الانقسام في الولايات المتحدة فحسب، بل سيحرم الأميركيين من الأمل في حكم أفضل”.
وهكذا سيراقب المراقبون الصينيون “الحلزون الخطير”، الانتخابات بطريقة هادئة، حيث تعاملوا مع الولايات المتحدة تحت حكم الحزبين، ولا يعلقون سوى القليل من الأمل في أن يستعيد الرئيس القادم العقلانية في سياسته تجاه الصين.
وقال لو إنّ ما تعيشه الولايات المتحدة من أوضاع غير مستقرة داخلياً ودولياً، يجعل من السياسيين الأميركيين يتخذون قرارات غير معقولة ومتطرفة تجاه الصين.
وأشار إلى أن “الانتخابات غالباً ما تتحول إلى دوامة خطيرة حول من هو أكثر صرامة مع الصين”.
ومن المتوقع، وفقاً له، أن يوقع بايدن على أمر تنفيذي قبل عقد قمة مجموعة السبعة في 19 أيار/مايو، للحد من استثمارات الشركات الأميركية في الصين، حسبما أفادت “بلومبرغ”.
وقال ترامب إنّه إذا فاز في الانتخابات الرئاسية في عام 2024، فإنه “سيحقق الاستقلال التام للولايات المتحدة عن الصين”، حسبما ذكرت “تاس”، مشيراً إلى أن الصين لديها الكثير من القوة في الولايات المتحدة.
وقال لي إنه لتعزيز الاقتصاد، يتعين على الولايات المتحدة أن “تمد يدها” للتعاون مع الصين.
ومع ذلك، وفقاً له، فإنّ سياستها الانتخابية السامة تتعلق فقط بإقامة أعداء متخيلين واستهداف “العدو” لكسب الأصوات.
وقال الخبير إنّه من الآمن القول إنّ السياسة الأميركية تهدف إلى البحث عن مصالح لحزب سياسي واحد، أو بعض السياسيين، على حساب التخلي عن المصالح الوطنية والرفاهية العامة.