سؤال إغترابي إلى مرشحي التيار السيادي..
كتب صلاح سلام في “اللواء”:
اللبنانيون في دول مجلس التعاون الخليجي متحمسون للمشاركة بالإقتراع في الإنتخابات النيابية، ويعتبرونها فرصة للثأر من المنظومة السياسية الفاسدة، التي أدى سلوكها السياسي والإداري إلى الإنهيارات الراهنة، والسطو على مدخراتهم وجني شبابهم في المصارف.
في دبي مثلاً، حلقات النقاش لا تتوقف بين الشباب، ولا على مستوى العائلات، وكلها تدور حول إستعراض المرشحين السياديين والمعارضين، أسماء وسير شخصية، والمواصفات المهنية والعلمية، فضلاً عن السمعة الأخلاقية ونظافة الكف، ومدى الشفافية في حياته العملية.
لا تستغرق طويلاً حتى تشعر بحجم النقمة السائدة في أوساط المنتشرين على أهل السلطة، والإصرار على تحميلهم المسؤولية التاريخية والوطنية على ضياع «لبنان الحلم، لبنان الرسالة، وطن الحاضر والمستقبل»، وسقوط الغالبية العظمى من اللبنانيين إلى تحت خط الفقر، وإضطرار أصحاب الإختصاص والخبرة المميّزين من أطباء ومهندسين وإداريين وممرضين، إلى ترك البلد، والعمل في بلدان ومؤسسات تضمن لهم العيش الكريم، ويحصلوا فيها على ما يستحقونه من الماديات والمعنويات، بعدما إنهارت منظومات العمل والتقييم في وطنهم الأم، وفقدت الليرة قوتها الشرائية، وتبخرت قيمة الرواتب والمداخيل المختلفة.
ولكن هواجس القلق لا تُفارق اللبنانيين في الخارج من نتائج الإنتخابات النيابية، والإحتمالات المُتوقعة للتغيير المنشود، بعد متابعتهم لواقع الشرذمة، وعواصف الخلافات التي باعدت بين شباب إنتفاضة ١٧ تشرين، بحيث أصبحوا يخوضون المعارك الإنتخابية ضد بعضهم بعضاً، متناسين إستمرار وجود المنظومة الفاسدة في مواقع السلطة، وتعمل ليل ونهار للحفاظ على الأكثرية النيابية إلى جانبها، وتجهد في جمع الحلفاء المتخاصمين، توحيداً للصفوف، ودعماً للمُتراجعين في شارعهم الإنتخابي.
ويتساءل العديد من الذين كانوا متفائلين بالإنتخابات للتخلص من المنظومة الفاشلة: كيف يُمكن أن نُحقق التغيير المنشود ونطلق الورشة الإصلاحية في ظل هذا الإنقسام الذي يصل إلى أصغر المجموعات التغييرية؟
السؤال برسم من يعنيه الأمر السيادي ويسعى لتحقيق حلم التغيير والإصلاح المنشود !