رأي

زيلينسكي وشبح ترامب

كتب حسن مدن في صحيفة الخليج.

مع أن الرئيس الأوكراني فلوديمير زيلينسكي غير راضٍ عن حجم الدعم الأمريكي الذي يقدّم لبلاده في الحرب مع روسيا، رغم ضخامة هذا الدعم وتنوّعه، ودوره في إطالة أمد الحرب، بغية استنزاف روسيا وإرهاقها، لكن أكثر ما يخشاه أن تؤدي الانتخابات الأمريكية الوشيكة إلى عودة الجمهوري دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، وهو الذي تعهد بأنه في حال فوزه سيقطع الدعم العسكري لأوكرانيا وينهي الحرب في 24 ساعة، وقد يتبنى خطة بمنح المناطق الشرقية من أوكرانيا لروسيا، وكذلك شبه جزيرة القرم، لإنهاء النزاع المسلح.

شكاوى كييف اليوم من عدم كفاية ما يصلها من دعم أمريكي وغربي عامة، قياساً إلى القوة الروسية الضاربة، تجد آذاناً صاغية في واشنطن وفي العواصم الأوروبية الحليفة، ونظرة على مسار الحرب منذ اندلاعها حتى اللحظة، ترينا أنّ كثيراً من «الفيتوهات» التي وُضعت أمام كييف من الغرب يتمّ تخطيها تباعاً، خاصة لجهة نوع الأسلحة التي تُزّود بها ومداها، ووصل الأمر أخيراً حدّ الموافقة على استخدام أسلحة غربية بعيدة المدى في قصف الأراضي الروسية، ولكن «توسلات» زينلينسكي واستجداءاته للغرب لا تتوقف.

لو عاد ترامب إلى البيت الأبيض، فإن هذه التوسلات والاستجداءات لن تجدي نفعاً. ليس هذا ما يخشاه زيلينسكي فحسب، وإنما هو متأكد منه، وأفصح عنه مؤخراً في حديث صحفي معه، اعترف فيه أن عودة ترامب إلى البيت الأبيض قد تحمل معها قطع المساعدات العسكرية والمالية عن بلاده، وأن أوكرانيا ليس بمقدورها دون سلاح أن تقاوم الجيش الروسي بإمكاناته الضخمة.

حتى قبل اندلاع الحرب في أوكرانيا، لم تكن علاقة زيلينسكي بترامب جيدة، فبعد انتخابه رئيساً لأوكرانيا، طلب منه ترامب التحقيق في نشاطات هانتر بايدن، ابن منافسه جو بادين، ويعتقد أنّه حتى في ذلك الوقت هدد بتعليق المساعدات الأمريكية عن أوكرانيا، إذا لم يكشف التحقيق عن مخالفات ضد هانتر، وأدى ذلك، يومها، إلى مساءلة ترامب من قبل الكونغرس.

المرعوبون من احتمال عودة ترامب كُثر، في أمريكا وفي أوروبا وفي العالم، وسيبقى زيلينسكي واحداً من أبرزهم، إن لم يكن الأبرز، لذلك فإن هؤلاء الخصوم يُعوّلون على أن تجري الحيلولة دون فوز ترامب، لا بل ترشحه أيضاً، بسبب المحاكمات الجارية ضده، والتي دِين في إحداها إدانة قاسية بتهمة تزوير سجلات الأعمال لإخفاء مدفوعات «أموال التستر» التي دُفعت لنجمة الأفلام الإباحية السابقة ستورمي دانيلز خلال حملة الانتخابات الرئاسية لعام 2016.

يعوّل ترامب على أن قاعدته الشعبية الضخمة لن تصمت، وفي نوع من التحذير قال: «سيكون من الصعب على الجمهور التقبل. في لحظة معينة ستكون هناك نقطة فاصلة».

أخبار مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى