زيلينسكي: نجحنا في تقليص القوة العسكرية لموسكو.
قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، إن هجمات بلاده على البحرية الروسية في البحر الأسود أصابت جهود موسكو الحربية بالشلل، بينما سعى إلى دعم قواته حتى في الوقت الذي يتوقع فيه العالم منها نجاحات فورية.
وعلى الرغم من الهجوم العنيف الذي شنته كييف على مدى أشهر، لم يتزحزح خط المواجهة الواسع في شرق وجنوب البلاد إلا قليلاً خلال العام المنصرم، ما أثار انتقادات وقوبل بنفاد صبر من بعض حلفاء أوكرانيا الغربيين.
وقال زيلينسكي في خطابه المصور مساء الثلاثاء: «نحن نعيش في عالم يعتاد على النجاح بسرعة كبيرة. عندما بدأ الغزو واسع النطاق، لم يصدق كثيرون في أنحاء العالم أن أوكرانيا ستنجو». وأضاف: «المجد لأولئك الذين لا يتراجعون، والذين لا يحترقون، والذين يؤمنون بأوكرانيا تماماً كما كانوا في 24 فبراير (شباط)، والذين يقاتلون من أجلها بلا هوادة».
ودخلت الحرب التي شنتها روسيا في 24 فبراير 2022 على أوكرانيا الآن شهرها العشرين، دون أن تلوح لها نهاية في الأفق. وتستعد القوات الروسية لشن هجمات جديدة في مناطق مختلفة على الجبهة، وتتكبد خسائر فادحة.
وقال زيلينسكي إن قواته نجحت في تقليص القوة العسكرية لموسكو في البحر الأسود، مضيفاً أن ذلك يمكن أن يؤدي، مع دعم أكبر من حلفاء كييف، إلى انتصار أوكرانيا النهائي على روسيا.
وتحول البحر الأسود إلى نقطة محورية في الحرب. وأدت الهجمات الجوية والبحرية المتزايدة التي شنتها أوكرانيا باستخدام طائرات وزوارق مُسيَّرة على أهداف عسكرية روسية هناك، إلى إلحاق أضرار بأحواض إصلاح السفن في ميناء سيفاستوبول، وضربت أهدافاً أخرى.
وتستخدم موسكو أسطولها في البحر الأسود لشن ضربات بعيدة المدى على أوكرانيا. لكن بالنسبة للرئيس فلاديمير بوتين، فإن تلك المياه المتصلة بالبحر المتوسط تعد أيضاً نقطة انطلاق مهمة لبسط النفوذ في الشرق الأوسط وأوروبا والغرب.
وقال زيلينسكي: «عندما نضمن مزيداً من الأمن في البحر الأسود، ستفقد روسيا أي قدرة على الهيمنة في هذه المنطقة وتوسيع نفوذها الخبيث إلى دول أخرى».
ولم يتضح بعد حجم الضرر الكامل الذي ألحقته أوكرانيا بالأسطول الروسي في البحر الأسود، في الأشهر القليلة الماضية. وتشير بيانات وزارة الدفاع الروسية المقتضبة في معظمها إلى النجاح في تدمير الأسلحة الهجومية.
وقال زيلينسكي: «نجاح أوكرانيا في معركة البحر الأسود سيُسجل في كتب التاريخ، على الرغم من أنه لا يُناقش كثيراً اليوم».
في الوقت نفسه ذكر فيتالي باراباش، رئيس الإدارة العسكرية في أفدييفكا، أن المدينة الشرقية تستعد لموجة جديدة من الهجمات التي تواجهها منذ منتصف أكتوبر (تشرين الأول).
وقال باراباش للتلفزيون الأوكراني: «العدو يستقدم قوات وعتاداً. شبابنا يستعدون لموجة جديدة».
وقالت القوات البرية الأوكرانية، الثلاثاء، إن القوات الروسية تركز أيضاً على كوبيانسك، وهي مدينة في شمال شرقي البلاد اجتاحتها روسيا في الأيام الأولى للغزو؛ لكن القوات الأوكرانية استعادتها العام الماضي.
وتحدثت روايات روسيا عن القتال، الثلاثاء، عن تنفيذ القوات الروسية هجمات ناجحة بالقرب من بلدة باخموت، وهي بلدة مدمرة إلى حد بعيد استولت عليها تلك القوات في مايو (أيار).