أبرزرأي

زيارة كاميرون وبلينكن الى المنطقة..وجهان لعملة واحدة

حسين زلغوط – خاص: رأي سياسي

تحط طائرة وزير الخارجية البريطاني دايفيد كاميرون في بيروت اليوم، فيما وزير خارجية الولايات المتحدة الأميركية أنتوني بلينكن يزور اليوم ايضا تل أبيب في زيارة هي السادسة له منذ السابع من تشرين الأول بعيد عملية “طوفان الأقصى” ، في إشارة واضحة على مدى ارتفاع منسوب المخاطر المحدقة على مساحة المنطقة، والسعي قدر الإمكان الى محاصرة النيران المشتعلة في أكثر من مكان ، والتي تنذر باندلاع حريق كبير في الشرق الأوسط.

صحيح أن زيارة الوزير البريطاني مقررة في لقاء سابق جمعه مع رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي ، في سياق الاهتمام البريطاني بالملف اللبناني، وحرص لندن على عدم انسحاب حرب غزة على لبنان بشكل واسع، الا أن التطورات التي حدثت منذ الاتفاق على الزيارة الى الآن تغيرت كثيراً ، وهذا يعني أن المسؤول البريطاني عدّل الكثير من بنود جدول الأعمال الذي يحمله، وهو بالتأكيد سيتناول الوضع الداخلي في لبنان من زاوية انتخاب رئيس وانتظام عمل المؤسسات بشكل عرضي، وسيكون تركيزه على الوضع في المنطقة بفعل التداعيات الكبيرة التي خلّفتها حرب غزة ، لا سيما في الجنوب اللبناني، وهو بلا شك مثله مثل الموفدين الدوليين الذي زاروا لبنان ، سينصح المسؤولين بضرورة العمل على عدم توسيع رقعة الحرب، وسيكون الجواب اللبناني موحداً هذه المرة ايضا، فلتتوقف الحرب على غزة وكل شيء قابل للمعالجة ، مع تأكيد الحرص اللبناني على استمرار الإلتزام بالقرار 1701 التي تخرقه اسرائيل منذ اليوم التالي الذي تم التفاهم عليه في العام 2006.

واللافت في الموقف البريطاني الذي دائماً يتواءم مع الموقف الأميركي تجاه المنطقة حتى في مسألة العدوان على اليمن، بدأ ينحاز منذ بضعة أيام الى جبهة المطالبين بوقف دائم لاطلاق النار في غزة ، يمهّد الطريق امام خطة تهدف الى حل سياسي طويل الأمد، يخلص الى إقامة دولة فلسطينية ، من هنا فان هذا الموقف البريطاني وبغض النظر عن مدى فاعليته في ظل تعنت بنيامين نتنياهو وصقور المتطرفين في حكومته، قد يكون عاملا مساعداً في عملية الضغط الدولي على تل أبيب لوقف حربها على غزة التي تقف على عتبة الدخول في شهرها الخامس.

أما لناحية زيارة وزير خارجية أميركا الى اسرائيل فهي تأتي في سياق الضغوط الداخلية التي تواجه حركة الرئيس الاميركي جو بايدن الإنتخابية والداعية الى العمل على وقف النار في غزة ، وهذا ما يأمل بيلنكن في الحصول عليه من نتنياهو الذي كان اللقاء الاخير معه متوترا لا بل عاصفا غادر بعده بلينكن مطار تل ابيب وهوغاضباً مما انتهت اليه تلك الزيارة.

ووفق المعلومات فإن الوزير الأميركي سيضغط بقوة هذه المرة من أجل أن يعود الى واشنطن حاملا معه تفاهما مع نتنياهو على وقف النار، بغض النظر الى ما ستتوصل اليه اجتماعات باريس بشأن عملية تبادل الاسرى والمعتقلين بين اسرائيل وحركة “حماس” والتي يقال انها تحرز تقدماً ولو ببطء شديد.

ومن خلال المتابعات اليومية لسلوك نتنياهو خصوصا لجهة تعاطيه مع بلينكن في المرة السابقة ، يمكن القول أن امكانية حصول وزير الخارجية الاميركية على وعد بوقف قريب للنار غير محسوم، سيما وأن الخلاف بين واشنطن والحكومة الاسرائيلية جوهري ، فالادارة الأميركية تدعم بشكل كامل حل الدولتين وهو ما ترفضه حكومة نتنياهو، اضافة الى أن الرئيس الاميركي نفسه مستاء الى حد كبير كيف ان اسرائيل لم تستطع الى الان تحقيق أي هدف من أهداف الحرب على غزة، لا هي حررت الأسرى، ولا هي قضت على “حماس” علما ان نتنياهو كان استمهل الرئيس بايدن خلال زيارته تل أبيب في الأيام الأولى لعملية”طوفان الاقصى” شهرا واحداً لتحقيق الأهداف هذه.

من هنا فإن المشهد معقد، وأن الأنظار متوجهة الى ما يمكن أن تحرزه العملية التفاوضية في باريس والتي يقوم بها مدير وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية وليام بيرز، ومسؤولين من مصر وقطر واسرائيل ، والتي ترمي كما بات معلوما الى هدنة مدتها شهر ونصف تحصل في خلالها صفقة تبادل الاسرى حيث تطال حوالي اربعين اسرائيليا، ومقابل كل واحد تطالب “حماس” عبر الوسطاء ب 200 معتقل فلسطيني في السجون الاسرائيلية.

أخبار مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى