أبرزرأي

زيارة رئيسي الى سوريا… وتحضيرات القمة في الرياض

تيريز القسيس صعب.

خاص رأي سياسي …

بعيدا عن اي معطيات او توقعات يمكن ان تستجد في الملف الرئاسي اللبناني، يبدو أن المنطقة تتحضر لتواريخ يجب التوقف عندها، قد تغير في مسار التوجهات والتفاهمات، والتي يرى المتابعون أنها ستكون محطة تحوّل اساسية لحياكة التسويات المقبلة.

المحطة الأولى تتجلى في الزيارة الرسمية التي يقوم بها اليوم الرئيس الايراني ابراهيم رئيسي الى سوريا.
اما الثانية فتتعلق ببدء انطلاقة التحضيرات اللوجستية والعملية للقمة العربية المتوقعة في التاسع عشر من الجاري في الرياض.

وبحسب المراقبين ، فإن عوامل عدة دفعت بهذه الزيارة لمسؤول إيراني رفيع المستوى إلى سوريا منذ قطيعة دامت ١٣ عاما، ابرزها الجهود والاتصالات الاقليمية والدولية التي بذلت في الفترة الماضية والتي انتجت الاتفاق الايراني السعودي برعاية الصين، اضافة الى انفتاح بعض الدول العربية على مستوى اعادة تفعيل العلاقات الثنائية مع سوريا، وقد ترجم ذلك عبر زيارات لوزراء خارجية بعض الدول الى دمشق وكان آخرها منذ اسبوعين زيارة وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان، بالاضافة الى الانفتاح والتعاطف اخارجي مع سوريا وشعبها إثر الزلزال المدمر الذي ضربها في آذار الماضي.
ويعتبر المتابعون ان زيارة رئيسي إلى سوريا تاتي في خضمّ تحرّكات ديبلوماسية إقليمية ودولية مكثفة في اتجاه المنطقة، وتغييرات حتمية ارخت بظلها على المشهدية السياسية والتحالفات الخارجية.
ويتطلع المراقبون ايضا إلى ان اهميتها تكمن في انها تتزامن مع الانفتاح العربي وتحديدا السعودي تجاه دمشق، وما يمكن ان تنعكس من ايجابيات في المواضيع الحساسة والمتشعبة التي سيتناولها الرئيسان الأسد ورئيسي، والمتعلقة بخريطة الطريق السياسية التي تم الاتفاق عليها بين الجانبين السعودي والايراني والتي تتعلق بمشاكل المنطقة بدءا من اليمن وصولا الى سوريا والعراق فلبنان، اضافة الى الحل السياسي المطروح في سوريا والذي بُحث الاثنين الماضي في عمان، ومسألة النازحين السوريين في دول الجوار وضرورة اعادتهم إلى ديارهم، اضافة الى العلاقات الثنائية والاقتصادية بين البلدين.

تحضيرات القمة

في المقابل انطلقت امس تحضيرات القمة العربية في الرياض التي ستعقد في التاسع عشر من الجاري.
مصدر ديبلوماسي في الجامعة العربية كشف لموقع “رأي سياسي” ان الأمانة العامة لجامعة الدول العربية وجهت امس الدعوات الرسمية الى وزراء الخارجية العرب للاجتماع في الرياض تحضيرا لاجتماع القمة. وقال المصدر الذي لم يشا ذكر اسمه ان مندوبي الدول العربية تسلموا هذه الدعوة والتي سينقلوها بدورهم إلى وزراء الخارجية.
وأشار المرجع اعلاه الى ان مندوبي الدول الاعضاء سيجتمعون نهاية هذا الأسبوع ويرفعوا تقريرهم الى وزراء الخارجية الذين بدورهم سيجتمعون منتصف الجاري لوضع اللمسات الأخيرة على جدول اعمال القمة ومسودة “اعلان الرياض”.

اما فيما يتعلق بالدعوات الرسمية التي توجه إلى الملوك والرؤساء وممثلي المنظمات الدولية والاجنبية والافريقية لحضور اعمال القمة، فهذا الامر يعود الى الدولة المضيفة في تحديد التاريخ وليس الى الأمانة العامة لجامعة الدول العربية. فالمملكة العربية السعودية التي تستضيف اعمال القمة، يتوجب عليها توجيه الدعوات لهذا الغرض، متوقعا حصول هذا الامر الاسبوع المقبل، إما من خلال موفد خاص سعودي، او من خلال رسالة ملكية مكتوبة يقدمها السفير السعودي المعتمد في كل دولة عربية.
وكشف ان هذا العام ٢٠٢٣ سيشهد ايضا عقد قمتيين عربيتين الاولى قمة عربية تنموية تعقد في موريتانيا وتتراسها المملكة، والثانية قمة عربية أفريقية تعقد ايضا في السعودية.
إشارة الى ان الجزائر التي تتراس حاليا الدورة العادية للجامعة العربية ستسلم رئاسة الدورة الى المملكة العربية السعودية خلال انعقاد القمة.

قطر والتسجيل

في المقابل استغربت مصادر الجامعة العربية تغييب لبنان عن دعوته حضور اجتماع عمان المتعلق بمسالة النازحين السوريين.
وقالت ” إنه لعجيب استبعاد لبنان عن هذا الاجتماع وهو المعني المباشر بذلك ويتحمل العبء الأكبر من تداعيات النزوح السوري سياسيا واقتصاديا، وبالتالي فإن حضوره ومشاركته يوازيان في الاهمية حضور الدول الاخرى، على الرغم من تساؤل ومطالبة العديد من الدول المشاركة في الاجتماع عدم دعوة لبنان الى هذا اللقاء.
فاذا كان الحضور السوري معلّقا في الجامعة العربية في الشكل، فان لبنان ايضا يدفع فاتورة سياسية غالية الثمن تتعلق بمصيره وبمستقبله في تغييبه عن المشاركة والحضور في الاجتماعات التي تخصه ان في عمان او مصر أو حتى في اجتماع اللجنة الخماسية من أجل لبنان الذي عقد اخيرا في باريس.
هذا وكشف المرجع اعلاه ان الموفد القطري محمد الخليفي اجّل زيارته التي كانت متوقعة غدا الى لبنان بعدما اجرت قطر سلسلة اتصالات مع الدول المعنية في الملف اللبناني لاسيما الفرنسيين والسعوديين، ولمست غياب اي تقدم ما حصل في هذا الملف، وفضلت الاستمهال لتبلور واتضاح الصورة بعد سلسلة محطات مهمة في المنطقة.

أخبار مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى