زمام المعلوماتية الصحية الخليجية
كتب د. ضاري عادل الحويك في صحيفة القبس.
أكرمنا الله بالمشاركة للسنة السادسة على التوالي في مؤتمر تطوير مهارات العاملين في الصحة الرقمية في الخليج (زمام)، الذي تشرّفنا بالعمل فيه مع زملاء أفاضل كرام، أخذوا على عاتقهم التركيز على تطوير القوى العاملة في مجال الصحة الرقمية في المنطقة. وبينما استعرضنا شريط الذكريات، ظلّت الصورة الجماعية، التي التقطناها في أول لقاء لنا، شاهداً على هذه الرحلة الجميلة.
شهادتنا مجروحة بحكم خدمتنا في اللجنة العلمية والمنظّمة للمؤتمر، إلا أنه وجب التأكيد على أن المؤتمر يقوم كل عام باستقطاب نخبة مميّزة من الكفاءات والقادة في المجال من كل أنحاء العالم، وبمشاركة كبرى الشركات الرقمية ذات العلاقة. بينما تنوّعت موضوعات المؤتمر هذا العام في مجالات الذكاء الاصطناعي ونقل التجارب المستفادة في عمليات التحوّل الرقمي في قطاع الصحة والأمن السيبراني وحوكمة البيانات الصحية، كان جوهر المؤتمر تسليط الضوء على التجارب المميّزة في منظومة الرعاية الصحية، التي توظف تكنولوجيا المعلومات بفعالية لتحسين الأداء السريري والإداري والمالي والتنظيمي.
تشرّفنا بالحديث عن جهودنا الأكاديمية في مجال المرونة الرقمية والأمن السيبراني في الرعاية الصحية، حيث أشرنا إلى إحدى الإحصائيات المخيفة، التي تشير إلى أن متوسط عدد الهجمات الإلكترونية، التي تعرضت لها مؤسسات الرعاية الصحية في جميع أنحاء العالم، ناهز الـ1460 هجوماً إلكترونياً في الأسبوع، وذلك في عام 2022، بزيادة قدرها %74 مقارنة بالعام الذي قبله!
على قطاع الرعاية الصحية، وكل المؤسسات العاملة في المجال، تطوير استراتيجية شاملة للأمن السيبراني وحوكمة المعلومات والبيانات التي بحوزتها، كما تقع على عاتقها مسؤولية تدريب وتوعية الموظفين، وكذلك المستهلكين أو المستفيدين من الخدمات، بالإضافة إلى المقاولين والأطراف الأخرى ذات الصلة.
كما أشرنا إلى ضرورة إنشاء شبكات تعاونية لتبادل المعلومات عن المخاطر ومحاولات الاختراق بين مؤسسات الرعاية الصحية، لتأخذ كل مؤسسة حذرها وتستعد.
لا شك أنه لا يمكن تحقيق ذلك من غير تنفيذ تدابير استباقية للأمن السيبراني داخل القطاع الصحي، وإنشاء ثقافة الوعي بالأمن السيبراني والاستثمار في التقنيات الحديثة والشراكات المناسبة. كما لا يمكن إغفال أهمية العنصر البشري وتأهيله بالمهارات اللازمة. نفتقد ليس في الكويت أو المنطقة فقط، بل على مستوى العالم، المهارات البشرية المتمكنة في مجال الأمن السيبراني. للجامعات والمؤسسات الأكاديمية دور تلعبه، وكذلك للمبادرات النوعية في مجالات الرقمنة دور في نشر العلم والثقافة والمعلومات في هذا التخصص المهم. نعم نحن بحاجة لإعداد جيش وطني رقمي، ولكن الأهم كذلك أن يدخل الجميع «التجنيد الرقمي»، إن جاز التعبير.
ألف ألف مبروك إعلان إنشاء «زمام» كمبادرة لتأخذ على عاتقها زمام المعلوماتية الصحية الخليجية!