روميو لحود نقِل إلى مثواه الأخير
ودع لبنان اليوم الفنان روميو لحود في مأتم حاشد، اليوم في كاتدرائية مار جرجس المارونية – وسط بيروت. وترأس الصلاة الجنائزية لراحة نفسه رئيس اساقفة بيروت للموارنة المطران بولس عبد الساتر ممثلا البطريرك الكاردينال مار بطرس بشارة الراعي يعاونه لفيف من الكهنة.
وتقدم المشاركين في المأتم وزير الثقافة في حكومة تصريف الاعمال القاضي محمد وسام المرتضى ممثلا رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي، وزير الاعلام في حكومة تصريف الاعمال زياد المكاري، والنواب: بيار بو عاصي، زياد حواط، وسيمون أبي رميا، النائب السابق وليد خوري، نقيب المحررين جوزف القصيفي، رئيس الرابطة المارونية السفير السابق خليل كرم، نقيب الفنانين جورج شلهوب، وعائلة الراحل وحشد من اهل الفن والاعلام.
وتلا الأب جورج قلعاني الرقيم البطريركي قال فيه: البَرَكَةُ الرَّسُولِيَّةُ تشمل بناتنا وأبناءنا الأعزَّاء: فاليري، إبنة المرحوم روميو روفايل لحّود وحفيدته وشقيقه وشقيقتيه وعائلاتهم، وسائر ذويهم وأنسبائهم في الوطن والمهجر المحترمين.
صفحة مجيدة ومشرقة من تاريخ الفنّ المسرحيّ غناءً وتأليفًا وتلحينًا وإخراجًا تنطوي اليوم بوفاة عزيزكم وعزيزنا الفنّان الكبير والمبدع روميو، إبن عمشيت العريقة، وأسرة آل لحوّد الفنيّة بتراثها الحيّ، بعد رحلة على الأرض دامت 92 عاما”.
وأضاف: “عرفته عن قرب وصادقته وقدّرته أثناء سنوات خدمتي راعيا لأبرشيّة جبيل العزيزة. عايشته على الأخصّ عندما بنى دارته الجديدة في محلّة عيدمون ليواصل نشاطه بالعمق ويقضي المرحلة الأخيرة من العمر. وشاركته الألمين الكبيرين: الأوّل وفاة سلوى القطريب إمرأة أخيه عزيزنا ناهي ونجمة مسرحه الغنائي والرقصي، التي بغيابها قصفت ظهرهم وأبكت جميع اللبنانيّين، والثاني وفاة شقيقتها الكسندرا زوجته التي كنّا معه بقربها في صراعها المستميت مع المرض. وكم صعب عليه العيش في تلك الدارة وحيدًا، فانتقل إلى حبالين العزيزة ليعيش السنوات الأخيرة في بيت والدته اللبنانيّ القديم مع جمال الطبيعة. تميّز المرحوم روميو بإنسانيّته وقربه من الله وإحساسه المرهف وتواضعه، بعدما كواه الألم أيضًا مرّتين قبل فراق المرحومتين سلوى وألكسندرا، بوفاة زوجته الفرنسيّة الأولى Liliane Poulainالتي أنجب منها إبنتين دومينيك وفاليري، وبوفاة إبنته دومينيك في حادث مؤلم”.
وتابع: “المرحوم روميو لحود وجه لبنانيّ مميّز، غنيّ بالعلم والفنّ. تخصّص بالهندسة الداخليّة في فرنسا، وبفنّ الإخراج في لاس فيغاس، وبالعلوم المسرحيّة في La Scala في ميلانو. وميّزه الله بموهبة الكتابة والتلحين والإنتاج والإخراج. فترك للأجيال أكثر من 30 مسرحيّة غنائيّة مع أكبر نجوم الغناء والرقص والمسرح اللبنانيّ من مثل: صباح وسلوى القطريب وجورجينا رزق وملحم بركات وأنطوان كرباج وناديا جمال وكيغام وآلان مرعب. هؤلاء وسواهم رفعوا معه عاليًا إسم لبنان ومجده”.
وقال: “دخل عالم الفنّ بعمر 25 عاما حين بدأ كمنتج يستقدم نجومًا فرنسيّين كبارًا قدّموا عروضهم على مسارح اليونسكو و”كازينو لبنان”. ثمّ تعاقد مع مهرجانات بعلبك الدوليّة كمخرج، حيث قدّم “الشلال” مع صباح. بعدها أطلق أوّل مسرح موسيقيّ دائم مع ثلاث مسرحيّات غنائيّة متتالية: موّال وميجانا وعتابا. وأسّس الفرقة الفولكلوريّة الليبيّة، ومهرجان بيبلوس الدولي، ومسرح “الإليزيه” في الأشرفيّة، ومسرح “فينيسيا” ومسرح الفنون في جونيه. وكان أوّل لبنانيّ عربيّ يقدّم عروضًا على مسرح “الأولمبيا” في باريس، وعلى “مسرح الفنون الجميلة” في بروكسل، وافتتح مع فرقته “الأوبرا الإمبراطوريّة” في طهران في حضور زوجة الشاه. وهو وراء شهرة العديدين من نجوم الفنّ”.
واضاف: “لقاء كلّ هذه العطاءات الفنيّة، نال المرحوم روميو أوسمة رفيعة وعديدة من لبنان وفرنسا وبلجيكا واليونان وسويسرا والولايات المتّحدة الأميركيّة. وأبرزها وسام الأرز برتبتي ضابط وكومندور”.
وقال: “روميو لحوّد الكبير بشهرته، إنسان متواضع بكامل إنسانيّته. هكذا عرفته، وهكذا رأيت روابط المحبّة والأخوّة والعناية التي شهدتها مع أفراد عائلته: المرحومة ألين الصحافيّة، وبابو مصمّمة الأزياء، وناي مصمّمة الرقص، وناهي المنتج والمؤرّخ، ومع إبنته فاليري صاحبة شركة إنتاج للإعلانات التجاريّة والفيديو كليب”.
وأضاف: “أمس في ذكرى إستقلال لبنان، والبلاد من دون رئيس للجمهوريّة يتعمدّه مجلس النواب ومن وراءه من النافذين، قهرًا للشعب وإفقارًا له، وتفكيكًا للدولة، أغمض روميو لحود عينيه وفيهما دمعة حزن على هذا الوطن الذي غنّاه ورفع اسمه في جميع المحافل الدوليّة. ولكن في قلبه الهامد شعلة رجاء بأنّ لبنان لن يموت، فيما هو يدخل الحياة التي لا تفنى، لينال إكليل المجد من فيض رحمة الله”.
وختم: “على هذا الأمل، وإعراباً لكم عن عواطفنا الأبويّة، نوفد إليكم سيادة أخينا المطران بولس عبد الساتر، رئيس أساقفة بيروت السامي الاحترام، ليرأس بإسمنا حفلة الصلاة لراحة نفسه، وينقل إليكم تعازينا الحارة.
تقبّل الله بواسع رحمته روح فقيدكم الغالي في مجد السماء، وسكب على قلوبكم بلسم العزاء. عن كرسينا في بكركي، في الثالث والعشرين من تشرين الثاني 2022″.
وكان الرئيس ميقاتي قد قدم التعازي قبل ظهر اليوم في صالون كاتدرائية مار جرجس المارونية وسط بريوت ، كما ارسلت اكاليل من كل من رئيس مجلس النواب نبيه بري، الرئيس السابق ميشال سليمان، ورئيس بلدية عمشيت وشخصيات فنية وثقافية واجتماعية