روسيا والغرب يكتبان نسختهما الخاصة من التاريخ
تجري اليوم إعادة نظر مبدئية في التاريخ، ويتباعد الفهم الروسي عن الفهم الغربي لتأويل أحداثه. حول ذلك، كتب مدير البرامج في نادي “فالداي” تيموفي بورداتشيوف، في “فزغلياد”:
بات مصير الأراضي الأوكرانية في قلب المواجهة بين روسيا والغرب. ومع ذلك، هناك مزيد من الأسباب للاعتقاد بأن المواجهة المستمرة ليست سوى بداية لمرحلة جديدة في العلاقات التي لم تكن ودية على الإطلاق.
ولم نعرف بعد الأشكال التي ستتخذها هذه المواجهة. ولكن يمكننا أن نكون متأكدين نسبيًا من أن جزءًا مهمًا من العلاقة سوف يتمثل في قراءة مختلفة تمامًا للأحداث التاريخية.
لا يمكن للتاريخ أن يوحد الشعوب إلا في حالتين: أولًا، إذا كانت الشعوب جزءًا من حضارة واحدة وذات مصير تاريخي مشترك؛ وثانيًا، إذا تطابقت المصالح والقيم الأساسية للقوى المستقلة رسميا عن بعضها البعض.
وبالنسبة لروسيا والدول الغربية، فإن كلا العاملين، وحدة الحضارة السياسية والمصالح المشتركة، لم ينجحا على الإطلاق. فسرعان ما بدأت المواجهة بينهما بمجرد أن اكتسبت الدولة الروسية سيادتها في نهاية القرن الخامس عشر. تقوم الحضارة السياسية الروسية على فكرة الاستقلال، وأخطر التهديدات لهذه القيمة كانت دائما من صنع الغرب.
تزامنت المصالح التكتيكية في بعض الأحيان. ولذلك، عندما كانت المواجهة السياسية أقل عنفًا، وتراجعت التفسيرات المختلفة للتاريخ إلى الخلفية.
والآن، أصبحت حتى الوحدة الجزئية في فهم الأحداث التاريخية شيئًا من الماضي. إننا ندخل حقبة يلعب فيها تأويلهم للتاريخ دورا متزايد الأهمية في عملية الاندماج الداخلي هنا وفي الغرب.
الآن، تمر جميع الحضارات ذات الوزن العالمي بمرحلة من التكيف مع التغيرات الاجتماعية والاقتصادية العميقة، وبالتالي التغيرات السياسية. لا توجد وصفات جاهزة، الجميع يتعلم من تجربته الخاصة. ونتيجة لذلك، فإن التاريخ مهم بالنسبة لنا كمصدر لفهم طبيعة دولتنا. وهذا يعني أن مشاركة الآخرين هذا الفهم ستكون شديدة الصعوبة، إذا كان ذلك ممكنا من حيث المبدأ. لذلك، نحتاج إلى التآلف مع حقيقة أن فهم الحقائق الأكثر شهرة في التاريخ الأوروبي والعالمي سيختلف في روسيا عما هو في الغرب.
المصدر: صحيفة RT