رأي

روسيا وأوكرانيا: الحرب تضرب واردات القمح في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا

نشر سايمون سبيكمان كوردال وليزي ديفيس تقريرا في الغارديان، بعنوان “نحتاج الخبز: مخاوف في الشرق الأوسط حيث تضرب الحرب الأوكرانية واردات القمح”.

ويقول الكاتبان في مطلع المقال “تتزايد المخاوف في جميع أنحاء الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، من أن تؤدي الحرب في أوكرانيا إلى ارتفاع أسعار المواد الغذائية الأساسية، مع تضرر إمدادات القمح، ما قد يؤجج الاضطرابات، فيما تورد روسيا وأوكرانيا ربع صادرات القمح العالمية، بينما تعد مصر أكبر مستورد للقمح في العالم”.

ويتناول الكاتبان تونس، حيث يأتي ما يقرب من نصف واردات القمح من أوكرانيا، وقد أدت الحرب إلى ارتفاع الأسعار إلى أعلى مستوى لها في 14 عاما.

“على الرغم من أن الدولة التونسية تتحكم في سعر الخبز، فإن الناس يخشون من أنهم سيشعرون حتما بالأزمة”، وفق الكاتبان.

وعليه فإن تونس “معرضة بشدة لمثل هذه الهزات الارتدادية، مع اقتصادها الهش الذي تضرر في السنوات الأخيرة بسبب التضخم والبطالة المرتفعة، ومبالغ ضخمة من الدين العام”.

ويلفت الكاتبان إلى أن الحكومة التونسية “لا تزال متشددة بشأن نقص الدقيق، على الرغم من أن الأدلة واضحة. في جميع أنحاء البلاد، حيث تغلق المخابز في وقت مبكر، أو تقنن الإمدادات”.

أما اليمن فيستورد ما يقرب من كل قمحه ويأتي أكثر من ثلثه من روسيا وأوكرانيا، بحسب المقال، الذي يشير إلى أنه “يعتمد بشكل كبير على الخبز، والذي يعتقد أنه يشكل أكثر من نصف السعرات الحرارية التي تتناولها الأسرة العادية”.

وحذّرت راما حنسراج، مديرة منظمة (أنقذوا الأطفال) في اليمن، من “تأثير مضاعف” عالمي يمكن أن يطلق العنان لـ “أهوال إضافية” في البلدان الضعيفة الأخرى.

وكذلك لبنان، الواقع في قبضة الأزمة الاقتصادية مع ارتفاع التضخم إلى مستوى قياسي، “يستورد أكثر من نصف قمحه من أوكرانيا. ونقل يوم الجمعة الماضي عن وزير الاقتصاد والتجارة أمين سلام قوله إن البلاد لديها ما يكفي من القمح لشهر أو شهر ونصف، بينما وبحسب الوزير تتحدث الحكومة مع موردين آخرين، بما في ذلك الولايات المتحدة، الذين أعربوا عن استعدادهم للمساعدة إذا احتجنا إلى استيراد كميات كبيرة من القمح”.

وبحسب عبير عطيفة، المتحدثة باسم برنامج الغذاء العالمي ومقرها القاهرة، فإن العديد من السلع التي تأثرت بفعل الحرب كانت “ذات أهمية خاصة” للشرق الأوسط وشمال إفريقيا.

وأشارت إلى أن الحصول على الحبوب من مصدرين آخرين لن يكن سهلا.

“هناك فائض في الإنتاج العالمي للقمح هذا العام، ولكن إذا نظرت إلى المكان الذي سيأتي منه القمح، فهذا يعني مهلة أطول وتكاليف نقل أعلى (من أوكرانيا)”، بحسب عطيفة.

وفيما يعتبر الخبز غذاء أساسيا في مصر، يقول الكاتبان إن “الكثير من القمح يأتي من روسيا وأوكرانيا. حتى قبل الغزو، مع ارتفاع الأسعار بنسبة 80٪ بين أبريل/نيسان 2020 وديسمبر/كانون أول 2021، قالت الحكومة إنها تخطط لرفع تكلفة الخبز المدعوم بشدة لأول مرة منذ عقود”.

أخبار مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى