روسيا: نخوض مواجهة مباشرة مع «الناتو»
قال الكرملين، أمس الخميس، إن روسيا في «مواجهة مباشرة» مع حلف الأطلسي الذي يحتفل بمرور 75 عاماً على تأسيسه، ويبحث في الوقت نفسه، تعزيز الدعم لأوكرانيا، مشدداً على أن الولايات المتحدة وأوروبا «أقوى» معاً، فيما نفت فرنسا صحة ما قالته روسيا حول احتمال إجراء حوار بشأن أوكرانيا، وندّد الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، بتصريحات روسية تنطوي على «تهديد»، بعد مكالمة وزيري دفاع البلدين.
وقال الناطق باسم الكرملين، دميترو بيسكوف، إن روسيا وحلف شمال الأطلسي أصبحا الآن في «مواجهة مباشرة» بسبب أوكرانيا. وأوضح للصحفيين «في الواقع، انحدرت العلاقات الآن إلى مستوى المواجهة المباشرة». وأضاف أن حلف شمال الأطلسي «مشترك بالفعل في الصراع المحيط بأوكرانيا، ويواصل الزحف نحو حدودنا، وتوسيع بنيته التحتية العسكرية نحو حدودنا».
وقالت المتحدثة باسم الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، للصحفيين، إن الحلف عاد لعقلية الحرب الباردة. وذكرت أن الحلف ليس له مكان في «العالم متعدد الأقطاب» الذي تقول موسكو إنها تسعى إلى بنائه لإنهاء الهيمنة الأمريكية.
وأشار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في فبراير/ شباط إلى أن أي صراع مباشر بين روسيا وحلف شمال الأطلسي يعني أن الكوكب على بعد خطوة واحدة من اندلاع الحرب العالمية الثالثة.
في الأثناء، أحيا وزراء خارجية حلف الأطلسي، امس الخميس، الذكرى الخامسة والسبعين لتأسيسه، وذكّر الأمين العام للحلف، ينس ستولتنبرغ، الولايات المتحدة بأنها بحاجة إلى حلفائها أكثر من أي وقت مضى، مع دخول الحرب الأوكرانية عامها الثالث. وقال في حفل بمقر الحلف في بروكسل «أوروبا تحتاج أمريكا الشمالية من أجل أمنها». وأضاف «في الوقت نفسه، تحتاج أمريكا الشمالية أيضاً إلى أوروبا. فالحلفاء الأوروبيون لديهم جيوش من الطراز العالمي، وشبكات استخباراتية واسعة، ونفوذ دبلوماسي فريد، ما يضاعف قوة أمريكا».
وبشأن أوكرانيا، قال ستولتنبرغ «الوضع في ساحة المعركة صعب، ونحن نرى روسيا تتقدم على خط التماس، وهذا أمر خطير للغاية، وهناك حاجة ملحة لحشد المزيد من المساعدة إلى أوكرانيا».
على صعيد آخر، نقلت وزارة الدفاع الروسية عن الوزير سيرغي شويغو، قوله: أي «تطبيق عملي» لفكرة الرئيس الفرنسي ماكرون بإرسال قوات إلى أوكرانيا سيسبب مشاكل لفرنسا.
من جهته، ندد ماكرون بتصريحات روسية تنطوي على «تهديد» بعد مكالمة وزيري دفاع البلدين سيباستيان لوكورنو، والروسي شويغو، مشيراً إلى «تلاعب بالمعلومات» في تقرير أصدرته موسكو، لاحقاً بشأن مضمون الاتصال. ونقلت وزارة الدفاع الروسية، بعد محادثة هاتفية، أمس الأول الأربعاء، بين الوزيرين، عن شويغو قوله بشأن المكالمة إن «نظام كييف لا يفعل شيئاً من دون موافقة المشرفين الغربيين عليه. ونأمل في هذه الحالة ألا تكون الاستخبارات الفرنسية وراء هذا الأمر».
وقال ماكرون، أمس الخميس إنه ليس لديه أدنى شك في أن روسيا ستستهدف بخبث أولمبياد باريس هذا الصيف. وأوضح ماكرون أن الهدف من المكالمة التي بادرت إليها فرنسا كان تحديداً نقل «معلومات مفيدة» إلى روسيا حول الاعتداء.
وقال مصدر في الحكومة الفرنسية إن باريس لم تُبد أي استعداد للحوار بشأن أوكرانيا خلال المحادثات التي جرت بين وزيري الدفاع الفرنسي والروسي