روسيا تنتقد صيغة زيلينسكي للسلام: لا معنى لمفاوضات بغياب موسكو
قال الجيش الأوكراني عبر “تيليغرام” إن هجمات روسية بطائرات مسيرة، ليل الخميس الجمعة، على مناطق بجنوب أوكرانيا تسببت في نشوب حريق بمنشأة للطاقة في منطقة دنيبروبتروفسك، وأضاف الجيش أن حطام الطائرات هو ما تسبب في الحريق في المنشأة، وأن أجهزة الطوارئ تواصل العمل في الموقع.
ولم يبلغ الجيش عن سقوط ضحايا.
الوفاء
في هذا الوقت، حث الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي حلفاء كييف على الوفاء بتعهداتهم بدعم بلاده عسكرياً خصوصاً بأنظمة دفاع جوي تشتد حاجة أوكرانيا إليها وسط غارات جوية روسية مكثفة.
وجددت موسكو في الآونة الأخيرة حملتها لاستهداف البنية التحتية للطاقة في أوكرانيا التي صارت معطلة الآن، مما أدى إلى حدوث أضرار جسيمة في شبكة الكهرباء.
وذكر زيلينسكي في مؤتمر صحافي في فيلنيوس بعد قمة لزعماء وسط أوروبا “يقطع الإرهابيون الروس الكهرباء يومياً عن خاركيف ومدن أخرى، ونسمع كل يوم أن ثمة مساعدات جديدة قادمة قريباً. لا بد في النهاية أن يتطابق الواقع مع الكلمات، ولا بد من ضمان تكبيد الإرهاب الروسي خسائر حقيقية”.
وتعتمد كييف إلى حد كبير على أنظمة “باتريوت” الغربية لأنها لا تملك أنظمة دفاع جوي متطورة. وتحتاج إلى 26 وحدة من أنظمة “باتريوت” إجمالاً لتغطية البلاد منها سبع تحتاج إليها بصورة عاجلة. وحذرت أوكرانيا بالفعل من تناقص صواريخ الدفاع الجوي.
وقال الرئيس البولندي أندريه دودا إن بلاده لا تملك أنظمة باتريوت لتقدمها لأوكرانيا، لكنه ذكر أنهم بحثوا مسألة توريد صواريخ من الحقبة السوفياتية.
وحث زيلينسكي زعماء دول وسط أوروبا المجاورة لروسيا على استخدام كل السبل الممكنة لتعزيز الدعم العسكري المقدم إلى كييف. وأضاف “تأييد مساعدة أوكرانيا في الوقت الحالي يعني تأييد أمن كل دولة في منطقتنا”.
“نزع سلاح” كييف
وأكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن الضربات التي تشنها موسكو ضد منشآت للطاقة في أوكرانيا وتسببت بانقطاعات واسعة في التيار الكهربائي، تأتي في سياق العمل على تحقيق هدف الكرملين بـ”نزع سلاح” كييف.
وقال بوتين “نحن نفترض أنه من خلال هذا الأسلوب، نقوم بالتأثير في القطاع العسكري – الصناعي لأوكرانيا”، مضيفاً أن الضربات تأتي أيضاً في إطار الرد على استهداف أوكرانيا منشآت طاقة روسية بضربات في الآونة الأخيرة.
“لا معنى” لمفاوضات في غياب روسيا
واعتبرت روسيا الخميس أن “لا معنى” لأي محادثات تعقد بغيابها في شأن الحرب في أوكرانيا، وذلك غداة إعلان سويسرا أنها ستنظم مؤتمراً حول “السلام في أوكرانيا” في يونيو (حزيران) من دون مشاركة موسكو.
وأعلن المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف رداً على المبادرة التي اتخذتها سويسرا لجمع ممثلي نحو 100 دولة في الـ15 والـ16 من يونيو “قلنا مراراً إن عملية التفاوض من دون روسيا لا معنى لها”.
من جهتها أكدت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا أن أي إجراء لصالح أوكرانيا “يتجاهل موقف روسيا منفصل عن الواقع ولا فائدة منه”.
كما انتقدت “صيغة السلام” التي طرحها الرئيس الأوكراني وتنص بصورة أساسية على انسحاب القوات الروسية من الأراضي الأوكرانية، ودفع موسكو تعويضات مالية وإنشاء محكمة خاصة لمحاكمة المسؤولين الروس.
وأعربت زاخاروفا عن أسفها قائلة “من المعروف أن (صيغة زيلينسكي) لا تلحظ تسويات وبدائل وتتجاهل تماماً مقترحات الصين والبرازيل والدول الأفريقية والعربية”.
كما أكدت أن روسيا لا يمكنها “الوثوق بسويسرا” التي “تدافع عن مواقف أوكرانيا وتدعم نظام كييف وتطبق عقوبات على روسيا وتتبنى استراتيجيات تستبعد روسيا من نظام الأمن الأوروبي”.
وشددت على أن “سويسرا لا يمكن أن تكون مضيفاً محايداً في مثل هذه الظروف ومن ثم لا يمكنها أن تكون وسيطاً”. وكانت موسكو اعتبرت الأربعاء أن هذا المؤتمر هو “مشروع” للولايات المتحدة يهدف إلى الضغط على روسيا.
وقالت زاخاروفا الخميس “نحن مقتنعون بأن شركاءنا في آسيا وأفريقيا وأميركا اللاتينية سيكونون متيقظين ولن يسمحوا بأن يتم الزج بهم في مغامرة جديدة مناهضة لروسيا”.
وأعلنت الحكومة السويسرية الأربعاء أن المؤتمر سيعقد في فندق بوسط البلاد، لكن من دون حضور روسيا.
وقالت في بيان إنه “تم تحقيق الشروط اللازمة لعقد المؤتمر لإطلاق عملية السلام”، مؤكدة أنه “كخطوة أولى، سيكون من الضروري تطوير تفاهم مشترك بين الدول المشاركة في ما يتعلق بسبيل المضي قدماً نحو سلام شامل وعادل ومستدام في أوكرانيا” لوضع حد للهجوم الروسي الذي بدأ في أواخر فبراير (شباط) 2022. وستدعو أكثر من 100 دولة لحضوره.