روبياليس يلجأ إلى الدومينيكان وسط تحقيقات فساد كرة القدم الإسبانية
لا تزال خيوط التحقيقات في وقائع فساد بالاتحاد الإسباني لكرة القدم التي تجريها السلطات القضائية الإسبانية تتشابك وتشير في كل مرة إلى حقبة الرئيس السابق للاتحاد لويس روبياليس الذي أوقفه الاتحاد الدولي لكرة القدم عن ممارسة مهام منصبه وأجبره في نهاية العام الماضي على الاستقالة على خلفية اتهامه بالاعتداء الجنسي على لاعبة المنتخب الوطني جيني إيرموسو حين قبلها في الفم خلال الاحتفال بالفوز بكأس العالم في أستراليا.
وأصدر مكتب المدعي العام الإسباني مذكرة اعتقال في حق روبياليس (46 سنة) بتهمة ارتكاب مخالفات مزعومة في الاتحاد الإسباني للعبة، لكن بحسب ما ذكرته تقارير صحافية إسبانية فإن دفاع روبياليس أبلغ قاضي المحكمة الابتدائية في “ماخاداهوندا” أن موكلهم يقيم حالياً في جمهورية الدومينيكان وكان يعتزم العودة لإسبانيا في السادس من أبريل (نيسان)، إلا أنه سيقدم عودته “عند الطلب”.
وأقال الاتحاد الإسباني لكرة القدم، أمس الخميس، اثنين من مسؤوليه قال إنهما على صلة بتحقيق فساد، مشيراً إلى أن القضية تسببت في “ضرر بالغ” لصورة الرياضة في البلاد.
وقال الاتحاد في بيان إن مدير الخدمات القانونية بيدرو غونزاليس سيغورا ومدير الموارد البشرية خوسيه خابيير خيمينيز أقيلا من منصبيهما.
وأضاف الاتحاد في بيان أنه “فتح إجراءات تأديبية وأقال المديرين على خلفية القضية القانونية التي تنظر فيها المحكمة…”.
وكشفت وسائل الإعلام الإسبانية تفاصيل الحياة التي يعيشها روبياليس في الدومينيكان، مشيرة إلى أنها أكثر بكثير من فترة إقامة موقتة لإنجاز عمل تجاري بسيط، كما يروج الرئيس السابق لاتحاد الكرة الإسباني والمحيطون به.
وذكرت صحيفة “ماركا” الإسبانية أن روبياليس بصدد التجهيز للحصول على الجنسية الدومينيكية في إطار خطة استراتيجية أعد لها قبل رحيله عن رئاسة الاتحاد، ويشاركه فيها صديقه ولاعب كرة القدم السابق نيني.
ووفقاً لتقرير الصحيفة المدريدية فإن بداية من عام 2015 ازدادت صعوبة الحصول على الجنسية الدومينيكية، لكن يبدو أن علاقات روبياليس مع قيادات الحكومة المحلية قد تساعده على البقاء في الجزيرة الواقعة في منطقة البحر الكاريبي.
ووصفت صحيفة “أس” الإسبانية الوضع الحالي لقضية روبياليس بأنها “بدأت في التحول إلى الطابع الهزلي”، مشيرة إلى أنه في وقت صدرت فيه مذكرة اعتقال دولية في حقه في إطار التحقيقات في قضية الفساد المزعوم في الاتحاد الإسباني لكرة القدم، انتشرت أمس أولى صوره في منطقة ساحلية فاخرة في البلد الكاريبي، والتي بثها برنامج “تاردي آر” عبر فضائية “تيليسينكو”، وأظهرت الصور روبياليس أثناء استمتاعه بالشاطئ والشمس والأرجوحة الشبكية.
ومن المفترض أن يدلي روبياليس بشهادته أمام القاضي لتوضيح عديد من العقود التي وقعت في السنوات الأخيرة وتحويل مزعوم للأموال.
وكشفت التقارير الصحافية الإسبانية عن حالة القلق تجاه إمكانية عدم استجابة روبياليس لتحقيقات القضاء الإسباني، وفي حالة حصوله على جنسية الدومينيكان سيكون تسليمه أكثر تعقيداً.
ووفقاً للصحافية الإسبانية روزا كوندي فإن لويس روبياليس قد كسب ود الدومينيكيين، وسبب رحلته إلى “كاب كانا”، وفقاً للتقارير التي وردت في الأيام الأخيرة هو “أعمال تتعلق بالسياحة”.
وكان من المتوقع أن يعلن الرئيس الموقت لاتحاد الكرة الإسباني بيدرو روتشا، الذي عمل سابقاً رئيساً للجنة الاقتصادية بالاتحاد، ترشحه لخلافة روبياليس، أول من أمس الأربعاء، بعدما استقال من منصبه رئيساً لاتحاد الكرة في إقليم اسكتريمادورا.
وكان الاتحاد قد دعا رؤساء اتحادات محلية آخرين لاجتماع كان مقرراً، أول من أمس الأربعاء، لكنه ألغي بعدما داهت الشرطة مقر الاتحاد.
وكانت الشرطة قد فتشت مقر الاتحاد وشقة تعود لروبياليس في إطار تحقيق في مزاعم فساد.
وقال مصدر قريب من التحقيق إن قوات الأمن فتشت أيضاً ملعب “لا كارتوخا” لكرة القدم في إشبيلية.
وقالت السلطات المحلية في إشبيلية في بيان إن قوات الأمن فتشت مكاتبها وإنها سلمت وثائق وقعها رئيس البلدية السابق خوان إسباداس في 2021 على صلة بإقامة نهائي كأس الملك في ملعب “لا كارتوخا”.
وكان تجديد ملعب “لا كارتوخا” المتهالك الذي تمتلكه الدولة أحد أكبر مشروعات روبياليس.
وأبرمت عديداً من الاتفاقات مع حكومة الأندلس في شأن الملعب، مما جعله مقراً دائماً لنهائي كأس الملك وعدد من مباريات المنتخب اعتباراً من 2020.
وقال مصدر قضائي إن محكمة إسبانية تحقق منذ يونيو (حزيران) 2022 فيما إذا كان روبياليس قد ارتكب جريمة سوء إدارة عندما اتفق الاتحاد مع شركة “كوزموس” التي يملكها لاعب برشلونة السابق جيرارد بيكيه لإقامة البطولة خارج البلاد.