أبرزرأي

رهانات ترامب لإسقاط بايدن

كتب محمد السعيد إدريس في صحيفة الخليج.

على الرغم من أن قاضية اتحادية أمريكية قد حددت يوم الاثنين الرابع من مارس/ آذار القادم موعداً لبدء المحاكمة الجنائية للرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب بتهمة «محاولة تغيير نتيجة الانتخابات الرئاسية عام 2020»، أي عشية ما يعرف ب «يوم الثلاثاء الكبير» وهو اليوم الذي يدلي فيه الناخبون الجمهوريون بأصواتهم في الانتخابات التي ستحدد اسم مرشح الحزب الجمهوري في الانتخابات الرئاسية، ما يعني أن موعد المحاكمة سيكون شديد الحساسية وقد يؤثر بقوة في اختيارات الناخبين، إلا أن دونالد ترامب، الذي قاطع، عن عمد، كل جولات المناظرات الانتخابية التي أجريت بين المرشحين الجمهوريين لمنصب الرئاسة، لاعتقاده أنه ليس مضطراً للدخول في منافسة مع كل هؤلاء المرشحين الذين يعتقد أنهم «ليسوا في مستواه من منظور المكانة والقدرة»، وأنه يركز حملته الانتخابية على منافسة مرشح واحد فقط هو الرئيس الأمريكي جو بايدن مرشح الحزب الديمقراطي، ويعتقد أنه سيفوز بمنصب الرئيس، لذلك يعطي ترامب كل الأولوية لبرنامجه الانتخابي الجديد، الذي يحمل اسم «الأجندة 47»، لأنه في حال فوزه سيصبح الرئيس السابع والأربعين للولايات المتحدة وأنه من سيحتفل مع الأمريكيين بصفته رئيساً، في الرابع من يوليو/ تموز 2026 بالذكرى ال 250 لتأسيس الولايات المتحدة..

ولمزيد من الثقة بالفوز دعت حملة ترامب اللجنة الوطنية للحزب الجمهوري إلى إلغاء المناظرات الرئاسية «بسبب عدم وجود منافس حقيقي للرئيس ترامب»، على الرغم من النجاحات التي يحققها بعضهم.

تتضمن «الأجندة 47» وعوداً بإجراء تحولات مهمة في كل ما يتعلق ب «النموذج السياسي الأمريكي» والسياسة الخارجية الأمريكية، تنطلق من إعطاء كل الأولوية «لما جرى تخريبه» طوال السنوات الأربع من حكم الرئيس جو بايدن، ابتداء من التوقف عن دعم فكرة «التجارة الحرة» ومن ثم التراجع عن الانخراط في «موجة العولمة» التي يعتقد ترامب أنها أضرت كثيراً بالمصالح الأمريكية، وامتداداً لمراجعة العلاقة الأمريكية مع حلف شمال الأطلسي «الناتو» بما يجعل الحلف مستقبلياً مجرد اتحاد عسكري لعموم أوروبا، مروراً بالعلاقة مع روسيا والصين والشرق الأوسط.

وقد أعطى تركيز ترامب على مهاجمة هجرة الأجانب إلى الولايات المتحدة، واعتبار هذه الهجرة خطراً يتهدد الولايات المتحدة، فرصة لحملة الرئيس جو بايدن لمحاصرة الحملة الدعائية للرئيس السابق، خاصة وصفه للمهاجرين غير الشرعيين بأنهم «يسممون الدماء الأمريكية» في خطاب انتخابي في «نيوهامبشير» مساء السبت (16-12-2023).

فقد نددت حملة الرئيس جو بايدن بشدة تلك التصريحات، واعتبرت أن الرئيس السابق يحاول «تقليد» الزعيم الألماني النازي أدولف هتلر، واعتبرته «ديكتاتوراً» وأنه «تهديد للديمقراطية الأمريكية»، كما اهتمت هذه الحملة بما تتضمنه «الأجندة 47» للرئيس السابق ترامب وقالت إنه «يراهن على قدرته في الفوز في الانتخابات عن طريق تخويف البلاد وتقسيمها»، وقال المتحدث باسم «حملة بايدن» إن ترامب «مخطئ» وإنه في عام 2020 «اختار الأمريكيون الرئيس بايدن ورؤيته القائمة على الأمل والوحدة، بدلاً من رؤية ترامب القائمة على التخويف والانقسام، وسيفعل الأمريكيون الشيء نفسه في نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل».

هذا التفنيد لحملة ترامب وأجندته الانتخابية دفعته إلى شنّ هجوم مباشر على كل من يعتبرهم «أعداء» ووصفهم بأنهم «بلطجية متطرفون يعيشون كالحشرات»، مؤكداً أنه «الوحيد الذي سيتمكن من منع اندلاع حرب عالمية ثالثة».

واضح أن المواجهة بين ترامب وبايدن ستكون ساخنة، إذا ما صحت توقعات ترامب أنه سيكون المرشح الجمهوري في الانتخابات القادمة.

أخبار مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى