رهانات الفائدة تعزز مكاسب الذهب والدولار هذا الأسبوع
أفضت رهانات الفائدة إلى تعزيز مكاسب الذهب والدولار هذا الأسبوع، كما ارتفع النفط رغم انخفاضه في تداولات اليوم الجمعة. وفي التفاصيل، ارتفع الدولار إلى أعلى مستوى في أسبوعين ونصف الأسبوع مقابل نظرائه الرئيسيين الجمعة، ويتجه لتسجيل أفضل أداء أسبوعي في شهر، وسط رهانات على أن مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأميركي) سيخفض أسعار الفائدة الأسبوع المقبل قبل أن يتريث إزاء المزيد من التخفيضات.
وتلقى الدولار دعماً أيضاً مقابل اليورو والفرنك السويسري عقب خفض أسعار الفائدة من بنكيهما المركزيين في اليوم السابق، وكذلك مقابل الين وسط تكهنات بأن بنك اليابان سيتخلى عن رفع أسعار الفائدة في اجتماعه الأسبوع المقبل. وبحسب رويترز، صعد مؤشر الدولار الذي يقيس العملة مقابل اليورو والين وعملات أخرى إلى 107.05 للمرة الأولى منذ 26 نوفمبر/تشرين الثاني. وزاد المؤشر بأكثر من 1% منذ بداية الأسبوع وحتى الآن.
ويكاد يجمع المتداولون على أن البنك المركزي الأميركي سيخفض الفائدة في الاجتماع المقبل، إلا أن أداة فيد ووتش التابعة لسي إم إي تظهر توقعات بواقع 21% فقط بخفض آخر في يناير/كانون الثاني. وارتفع الدولار 0.19% إلى 152.935 ينا بحلول الساعة 01:32 بتوقيت غرينتش. وكان لامس أعلى مستوى له منذ 27 نوفمبر/تشرين الثاني عند 152.965. واستقرت العملة الأميركية عند 0.89235 فرنك بعد ارتفاع بنسبة 0.93% الليلة الماضية عقب خفض البنك الوطني السويسري المفاجئ لأسعار الفائدة بمقدار نصف نقطة مئوية. وعلى مدار الأسبوع، ارتفع 1.6%، وهو أفضل أداء له منذ سبتمبر/أيلول.
وشهد اليورو تغيراً طفيفاً عند 1.0464 دولار بعد انخفاضه 0.27% الليلة الماضية، ليواصل التراجع لليوم الخامس. وانخفض بنحو 1% منذ بداية الأسبوع وحتى الآن.
وخفض البنك المركزي الأوروبي أمس الخميس، أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس وأبقى الباب مفتوحا أمام المزيد من التيسير في المستقبل مع اقتراب التضخم من المستهدف واستمرار ضعف الاقتصاد.
وانخفض الجنيه الإسترليني قليلاً إلى 1.2665 دولار. كما نزل اليوان الصيني إلى 7.2811 للدولار في التعاملات الخارجية، ليظل تحت ضغط بعد أن ذكرت رويترز أن بكين تدرس السماح لعملتها بالهبوط أكثر لمواجهة تأثير أي حرب تجارية مع الولايات المتحدة. وتراجع الدولار الأسترالي إلى 0.6365 دولار، ويتجه نحو أدنى مستوى له في أكثر من عام الذي سجله يوم الأربعاء، بعدما تخلى عن كل التعافي الذي شهده أمس الخميس على خلفية بيانات عمل أقوى من المتوقع.
الذهب صاعد وبيتكوين دون 100 ألف دولار
وعلى صعيد العملات المشفرة، استقرت بيتكوين عند 99454 دولاراً، ولا تزال تحوم حول مستوى 99500 دولار بعد ارتفاعها إلى أعلى مستوى له على الإطلاق عند 103649 دولاراً في الخامس من ديسمبر/كانون الأول.
وفي سوق المعادن الثمينة، ارتفعت أسعار الذهب قليلا اليوم الجمعة، وتتجه لتسجيل مكسب أسبوعي بدعم من تقارير عن استئناف الصين أكبر مستهلك للذهب مشترياتها وتوقعات متزايدة بخفض مجلس الاحتياطي الاتحادي أسعار الفائدة في اجتماعه يومي 17 و18 ديسمبر. ووفقاً لبيانات رويترز، صعد سعر أونصة الذهب في المعاملات الفورية 0.3% إلى 2688.29 دولاراً بحلول الساعة 03:20 بتوقيت غرينتش، ويتجه لتحقيق مكسب أسبوعي يتجاوز 2%. واستقرت العقود الأميركية الآجلة عند 2711.3 دولاراً.
وينصب اهتمام المتعاملين الآن على قرار المركزي الأميركي بشأن أسعار الفائدة، ويتوقعون وفقا لأداة فيد ووتش التابعة لسي إم إي بواقع 96.4% خفض الفائدة 25 نقطة أساس. وتراجعت أسعار الذهب بأكثر من 1% أمس الخميس، وسط عمليات جني أرباح بعدما سجل الذهب أعلى مستوى في خمسة أسابيع لفترة وجيزة في وقت سابق من الجلسة. وارتفعت أسعار المنتجين في الولايات المتحدة بأكثر من المتوقع في نوفمبر/ تشرين الثاني وسط ارتفاع في تكلفة الغذاء. وأظهرت بيانات صدرت يوم الأربعاء، أن أسعار المستهلكين ارتفعت بأكبر قدر في سبعة أشهر في نوفمبر/ تشرين الثاني، مما عزز الرهانات على خفض أسعار الفائدة.
المركزي الأوروبي يخفض الفائدة للمرة الرابعة في 2024
هذا وخفض البنك المركزي الأوروبي أسعار الفائدة للمرة الرابعة هذا العام وخفض البنك الوطني السويسري الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس في أكبر خفض له في نحو 10 سنوات أمس الخميس. وعادة ما ترتفع أسعار الذهب في بيئة أسعار الفائدة المنخفضة.
وبالنسبة للمعادن النفيسة الأخرى، استقرت الفضة عند 30.94 دولاراً للأوقية. وصعد البلاتين 0.4% إلى 933.65 دولاراً. وانخفض البلاديوم 0.1% إلى 969.09 دولاراً. ويتجه المعدنان لتحقيق مكاسب أسبوعية.
النفط يحصد مكاسب أسبوعية رغم تراجعه اليوم
وفي سوق البترول، تراجعت أسعار النفط قليلا اليوم الجمعة وسط تركيز المستثمرين على توقعات تشير لوفرة الإمدادات وتجاهلهم لتوقعات أخرى بارتفاع الطلب العام المقبل نتيجة لإجراءات تحفيز صينية. وانخفضت العقود الآجلة لبرميل خام برنت ثمانية سنتات إلى 73.33 دولاراً بحلول الساعة 01:25 بتوقيت غرينتش، وهبطت عقود خام غرب تكساس الوسيط الأميركي سبعة سنتات إلى 69.95 دولاراً.
وتوقعت وكالة الطاقة الدولية أن تزيد دول من خارج أوبك+ الإمدادات بنحو 1.5 مليون برميل يوميا العام المقبل. وعلى رأس هذه الدول الولايات المتحدة وكندا والبرازيل والأرجنتين. وقالت وكالة الطاقة الدولية في تقريرها الشهري عن سوق النفط إنه من المتوقع أن تتجاوز الإمدادات توقعات نمو الطلب البالغة 1.1 مليون برميل يوميا، لترفع بذلك توقعاتها للطلب من 990 ألف برميل يومياً في الشهر الماضي. وأضافت أن نمو الطلب “سيكون إلى حد كبير في الدول الآسيوية بسبب تأثير إجراءات التحفيز الأحدث في الصين”.
ورغم تراجعهما اليوم، يتجه خاما برنت وغرب تكساس الوسيط لتحقيق مكسب أسبوعي يزيد على 3% بعدما تلقت الأسعار دعما من المخاوف بشأن اضطراب الإمدادات بسبب تشديد عقوبات على روسيا وإيران، والآمال في أن ترفع إجراءات التحفيز الصينية الطلب في ثاني أكبر مستهلك للنفط في العالم. وارتفعت واردات الصين من النفط الخام على أساس سنوي للمرة الأولى في سبعة أشهر في نوفمبر/تشرين الثاني، مدفوعة بانخفاض الأسعار وملء المخزونات.
ومن المتوقع أن تظل واردات الخام لأكبر مستورد في العالم مرتفعة حتى أوائل عام 2025، حيث تميل المصافي لزيادة الإمدادات من أكبر مُصدر في العالم السعودية بسبب انخفاض الأسعار، بينما تسارع المصافي المستقلة إلى استغلال حصصها. ويراهن المستثمرون على خفض مجلس الاحتياطي الاتحادي تكاليف الاقتراض الأسبوع المقبل، على أن يُتبع ذلك بتخفيضات أخرى العام القادم بعد أن أظهرت بيانات اقتصادية ارتفاعا غير متوقع في طلبات إعانة البطالة الأسبوعية.