رعد: “مشاهد العدوان الصهيوني على غزة لبنان، تسفر بوضوح عن أهمية دور الأسرة”

اكد النائب محمد رعد في كلمته خلال الدورة البحثية الجديدة لمجتمع بمحورية الأسرة لعام 2024: “أنّ مؤشرات التوفيق لهذه الدورة البحثية تتمثل في أمرين اثنين، الأمر الأول أنها انعقدت في أجواء الولادتين المباركتين لسيدة نساء العالمين فاطمة الزهراء ولكفوئها أمير المؤمنين الامام علي بن أبي طالب. أما الأمر الثاني فيتمثل بالعنوان الذي اتخذه الملتقى لهذه الدورة البحثية، رؤية السيد الخامنئي لموقع الأسرة في المشروع الحضاري الإسلامي، بوصفها الفهم الدقيق للتصور الإسلامي للمجتمع وللنظام والدولة، ولدور الفرد والأسرة والقيادة والمؤسسة والجماعة والأمة في تحقيق الأهداف المرجوة المتمثلة بتكريم الإنسان وتوفير الأمن والاستقرار له فردًا ومجتمعًا وضمان الحقوق وإقامة العدل والعناية بتوفير التطوير والتنمية وتعزيز القدرات العلمية والتكنولوجية والاقتصادية والدفاعية”.
وقارن النائب رعد بين “التصور الإسلامي المتناسق للأسرة وبين التصور المادي العبثي والمضطرب لها”، وقال: “في حين يضع التصور الإسلامي هدفًا نبيلًا للإنسان يصب في تحقيق التناسق بين المصلحة الفردية ومصلحة المجتمع والنظام الكوني العام، بحيث يصبح الإنسان الملتزم بهذا التصور إنسانا واعيا ومسؤولا ومتسلطا على أهوائه، متطلعا لرضى الله عز وجل عبر أداء فروض الطاعة والامتناع عن المسّ بحقوق الآخرين، مستعدا للتضحية من أجل الصالح العام ، فإنّ الإنسان في التصور المادي هو كائن يلهث وراء الدنيا لأنها تشكل منتهى رغباته، لذا تراه في صراع مستعر بين ميوله وعقله، فتتضخم عنده الأنا مما يدفعه إلى التطاول على حقوق الآخرين من دون أي وازع.”
وتابع: “في التصور الإسلامي احترام لقيمة الإنسان ذكرًا كان أو أنثى، والمساواة في النظرة إلى إنسانيتهما هي عين الصواب والحقيقة، أما تنوع الأدوار بينهما في إطار التكامل فهو عين العدل. وفي ضوء ذلك يغدو الزواج ترتيبًا إلهيًا ينظم ويهذب إشباع الشهوة، ويوفر السكينة ويعزز فرص الاكتشاف المبكر للقدرات الكامنة لدى الأبناء، وينمي مشاعر التعاون والاحترام المتبادل، لذا تنجز الأسرة العديد من الأهداف التربوية والتنموية التي تحصّن المجتمع من العقد والآفات. في حين يتجاوز التصور المادي كل هذه الأهداف ويطلق للفرد حريته في التخفف من مسؤولياته الاجتماعية التي تكبح رغباته وعبثيته السلوكية” .
وعرض رعد لجملة الحيثيات التي تسهم في بناء الأسرة أبرزها: “تعزيز صلة الرحم، بر الوالدين، تطبيق نظام الإرث، تربية الأبناء على حسن الخلق وحسن التدبير وحسن الجوار والمحاسبة واستشعار الرقابة الذاتية بين يدي الله، بحيث لا تستطيع لا السلطة ولا المجتمع ولا المؤسسات أن ترعى هذه القيم كما ترعاها الأسرة المتماسكة.”
وقال: “إن العناية بالأسرة وحماية دورها هي مهمة إنسانية وأخلاقية وشرعية ووطنية”، واضعًا هذه المهمة البحثية في إطار المقاومة الثقافية”، داعيًا إلى “التأمل مليًا في الجيل الذي ينهض الآن بمهمة المقاومة والتصدي لعدوان عدونا”، متسائلًا “أو ليس هو الجيل الذي حضنته الأسر المؤمنة، وهو الجيل الذي تشارك معه عوائله مهمة الدفاع عن الوطن”.
واكد انّ: “مشاهد العدوان الصهيوني على غزة لبنان، تسفر بوضوح عن أهمية دور الأسرة في بناء مجتمع الصمود والصبر والتحمل والقدرة على المواجهة”، معتبرا “ان عوائل الشهداء في لبنان يمثلون مخزون الانتصار للمقاومة، والمجتمع الذي تُسهم فيه الأسر بتحمل مسؤولية الدفاع عن الوجود والنهوض بأعباء المواجهة هو مجتمع منتصر بإذن الله”.